نحن في النكبة
عادة ما يتم إحياء ذكرى النكبة يوم 15 ماي من كل سنة وذلك من اجل إنعاش الذاكرة والعزيمة بما وقع يوم 15 ماي 1948 غداة الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني يوم 14 ماي من نفس السنة. لقد أقام الصهاينة حينها جرائم الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني وأبادوا أكثر من 500 قرية وهجروا الشعب الفلسطيني إلى الخارج، واستحوذوا على المدن والقرى والأراضي وغيروا الأسماء والملامح حتى يقتلعوا من الجذور كل ما يتصل بحق الشعب الفلسطيني..
في دراسة التاريخ يقف الدارسون على أن النكبة لم تبدأ سنة 1948، بل امتدت إلى سنة 1881 لما بدء اليهود النزوح إلى فلسطين بتمويل ودعم من الحركة الصهيونية العالمية. اعتمدت في البداية على اليهود الفقراء أو المفلسين اقتصاديا في بلدانهم الداخلة المرحلة الرأسمالية في أوروبا الشرقية أساسا.
النكبة بهذا المعنى، تغطى مرحلة تاريخية لا زالت ممتدة بنفس الأهداف وبنفس الأساليب وان اختلفت الأدوات وحجم الجرائم. الأساس الذي قامت عليه النكبة هو التطهير العرقي وإفراغ ارض فلسطين من أصحابها، وتسليمها إلى مالكين جدد وافدين من كل أصقاع العالم.
النكبة هي إقامة قاعدة عسكرية استيطانية. في قلب منطقة الشرق الأوسط من اجل ضمان الهيمنة على الموارد الطاقية والمنجمية وخطوط التجارة الدولية بين القارات والأمم.
النكبة هي فعل إجرامي، لانتزاع الحق من شعب بكاملة وهي في ذات الوقت رد فعل أي مقاومة شعب للظلم والاستيطان واسترجاع سيادته على كامل أرضه. شهدت سنة 2023 أحد أعظم الأحداث في كفاح الشعب الفلسطيني ضد النكبة، وهو اقتحام كتيبة من الفدائيين ارض فلسطين المستعمرة، وكان اقتحاما نوعيا استعملت فيه ارقى الأسلحة والأساليب الحربية، لم تخطر ببال جنرالات العدو ولا أجهزته الاستخباراتية “المدنية” أو العسكرية. لا زالت الاشتباكات متواصلة بعد 7 أشهر من القتال ولم يستطع الكيان الصهيوني هزم أو كسر إرادة المقاومة التي أصبحت مقاومة شعب ولیس مقاومة أفراد او مجموعات. دخلت النكبة إلى مرحلة جديدة ستنعكس على مستقبل تواجد الكيان الصهيوني بفلسطين، ودخل معها العالم وشعوبه المحبة للسلام إلى صحوة قوية بحق هذا الشعب المكافح تماما كما حصل مع الشعب الفيتنامي نهاية ستينيات القرآن الماضي.
ونحن بالمغرب تحيي ذكرى النكبة بمناهضة التطبيع، لأن الكيان الصهيوني تغلغل عندنا وبات يفرض وجوده على واقعنا لانه عقد معاهدة الحماية المشيئة مع من قرروا التطبيع معه والذهاب بعيدا في التخلي عن حق الشعب الفلسطيني. تلك هي حالة الشعوب العربية والمغاربية كلها، تواجه النكبة على أراضيها كما يفعل الشعب الفلسطيني اليوم بكل شجاعة وتباب.
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها للتفاعل مع كل المبادرات الاحتجاجية الوحدوية
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تعبر عن تضامنها المبدئي مع المناضل إسماعيل الغزاوي
- العدد 579 من جريدة النهج الديمقراطي