بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي

أصدرت اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي المنعقدة بالرباط في دورتها العاشرة يوم الأحد 4 ماي الجاري، بيانا موجها للرأي العام جاء فيه:
حزب النهج الديمقراطي العمالي:
– يدين بشدة التصاعد الخطير والمتوحش للرأسمالية وللنزعة العدوانية الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية الإمبريالية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
– يجدد تضامنه مع النضالات العمالية والشعبية ويدعو إلى استنهاض جبهات النضال ضد سياسة الاحتكار والغلاء والتفقير والقمع السياسي والتطبيع.
عقدت اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي دورتها العادية العاشرة الأحد 4 ماي 2025 بالمقر المركزي -الرباط- تحت شعار: “نضال وحدوي من أجل استنهاض جبهات النضال ضد الاحتكار والغلاء والتفقير والقمع السياسي والتطبيع”.
فبعد تقديم التقريرين السياسي المالي ومناقشتهما، وعرض مختلف الأنشطة والقضايا التنظيمية والمهام المطروحة على الحزب، وكذا تحليل أهم التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة بارتباط مع اليوم الأممي للطبقة العاملة لهذه السنة، التي تتسم في مجملها ب:
– التصاعد الخطير والمتوحش للرأسمالية والنزعة العدوانية للامبريالية ضد الشعوب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل على تأجيج وتسعيرالحروب والنزاعات الإقليمية، والتدخلات المباشرة في شؤون البلدان بهدف استعادة هيمنتها الاقتصادية والسيطرة على المعادن النفيسة وثروات الشعوب، في ظل الازمة العميقة والانهيار المرتقب بفعل التضخم وانكماش الأسواق وميل معدل الربح نحو الانخفاض؛ نتيجة التأثر بالمنافسة الشرسة من طرف الصين، والتي ستؤدي فاتورتها حتما الطبقة العاملة وبقية الشعوب من خلال الاستحواذ على ثرواتها، والإجعاز على مكتسباتها الاجتماعية، وهذا ما يستوجب تعزيز وتقوية النضال والتضامن الأممي العمالي والشعبي بقيادة قوى التحرر الوطنية المناهضة للإمبريالية والرأسمالية.
– تمادي التحالف الصهيوني الامبريالي في حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتقتيل والتهجير القسري، التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق تحذر اللجنة المركزية من بوادر زرع التفرقة والصراعات في صفوف الشعب الفلسطيني، وتنبه إلى المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وضد محور إسنادها من خلال الهجوم الإعلامي والعسكري المدعم من الإمبريالية والرجعية العربية والخليجية بهدف تصفيتها، كما تعبر عن اعتزازها بالمقاومة اليمنية والدروس التي تلقنها للكيان الصهيوني الإستعماري المسنود من طرف عدوان الجيش الأمريكي.
– انفراد “جبهة تحرير الشام” الإرهابية بالحكم في سوريا بقوة الحديد والنار، وتحكمها في مصير الشعب السوري خدمة لأجندة الرجعية التركية بإسناد صهيوني وأمريكي وأنظمة رجعية، مما يتطلب من الشعب السوري وقواه الوطنية والثورية رص وتوحيد الصفوف لإجهاض وإفشال مخططات التقسيم وحماية وحدة سوريا ودولتها المستقلة الديمقراطية بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
– استمرار الحرب الطاحنة في السودان، ومعاناة الشعب السوداني من أوضاع عدم الاستقرار وانعدام الأمن وجرائم الاغتيالات والاقتتال المتواصل بين ميلشيات الجيش والدعم السريع مما يؤدي إلى النزوح الجماعي لملايين السودانيين…
– المزيد من التحكم السياسي والاستبداد في المنطقة العربية والمغاربية بعد أزيد من عقد على اندلاع السيرورات الثورية خاصة بتونس…، مما يؤشر على ضعف القوى التقدمية وغياب الأداة الثورية لقيادة الطبقة العاملة وعموم الشعوب التي تعيش تحت نيران التسلط والقمع.
وأخذا بعين الاعتبار تغول الدولة البوليسية والهجوم الرأسمالي المتوحش على المكتسبات والحقوق وما يخلفه من تدهور خطير للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة والجماهير الشعبية (البطالة/ الفساد/ التبعية/ انتهاك الحريات العامة/ الفقر/ الهشاشة…)، فإن اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي:
1- تحيي الطبقة العاملة في يومها الأممي، وتدعوها إلى جانب الفلاحين الفقراء وعموم الشغيلة لمواصلة النضال النقابي الوحدوي من أجل انتزاع الحقوق والحفاظ على المكتسبات وإسقاط قانون الإضراب التكبيلي والتصدي للمخطط التصفوي لأنظمة التقاعد ولكل التشريعات الرجعية التراجعية.
2- تدين بشدة استمرار النظام المخزني في تطبيعه الخياني وتوسيع تعاونه مع الكيان الصهيوني الإستعماري في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة (الاستحواذ على الأراضي/ التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني والأكاديمي والفني والرياضي/ تشويه الذاكرة الجماعية/…)، وتؤكد رفضها القاطع لكل أشكاله التي بلغت مستويات خطيرة تتهدد معها السيادة الوطنية، وتحمل كل أجهزة الدولة المخزنية مسؤولية ما قد تؤول إليه العلاقات مع الصهيونية في ظل الرفض العارم للشعب المغربي ومناهضته الحاشدة للتصهين الذي يشكل خطرا على بلادنا؛
3- تعلن دعمها لجميع المبادرات النضالية الميدانية لمناهضة التطبيع، وتعتز بالموقف البطولي للطبقة العاملة المغربية في مينائي الداربيضاء وطنجة الرافض لرسو السفن الصهيونية بهذين المينائين، وبحراك الشبيبة المدرسية والقطاع الطلابي (الطلبة المهندسين وطلبة كليات الطب والطلبة الجامعيين) في مواجهة التطبيع الأكاديمي، كما تدعو إلى تكثيف الجهود للانخراط والمساهمة في كل المبادرات الطلابية المقبلة الداعمة للشعب الفلسيطيني والمناهضة لكل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري ومن ضمنها الملتقى الوطني الطلابي أيام 13/14/15 ماي 2025
4- تؤكد على أن تفشي الفساد وتغول الاحتكار والمضاربة والريع والمنطق الرأسمالي المتوحش ليست مجرد “أعراض” بل هي آليات نظامية يرتكز عليها النظام المخزني والتي ترهن الطبقة العاملة وعموم الشعب والكادحين بالمغرب بيد السماسرة وتجار المآسي الرأسماليين الاحتكاريين والباطرونا الجشعة التي لا يهمها سوى مراكمة الأرباح واحتكار الثروة مما يتطلب استنهاض جبهات النضال والكفاح الوحدوي ضد الاحتكار والغلاء والتفقير والقمع السياسي والاستبداد والتطبيع. وتفعيل كل أدوات النضال الوحدوي في المدن الكبيرة والصغيرة وفي البادية التي تتعرض لأبشع ألوان النهب والإضطهاد والاستحوذ على أراضي الجموع والسلاليات ومصادر الماء…
5- تحيي صمود الطبقة العاملة في معاركها الضارية والبطولية (عمال المناجم، عمال سيكوميك، عمال الموقف بأشتوكة أيت باها، العمال الزراعيين بالغرب عمال النقل والامن الخاص بوجدة…)، وتعلن عن دعمها المطلق لكل النضالات العمالية، كما تؤكد على تكثيف التضامن والدعم والمساندة كما جسدتها القافلة الوطنية التضامنية مع عمال/ات سيكوميك بمكناس يوم الأحد 28 أبريل 2025؛
6- تعبر عن تضامنها مع النضالات الشعبية من أجل المطالب المشروعة ومن أجل وقف كل السياسات الظالمة التي تطبقها الدولة في حق الجماهير الشعبية المقهورة (حراك فكيك- نضالات ساكنة جرادة – ضحايا نزع الأراضي الجماعية وهدم المساكن، ضحايا الزلزال …).
7- تساند وتدعم مختلف نضالات الحركة الطلابية وتدعو الفصائل الطلابية التقدمية للانخراط في كل اشكال النضال الوحدوي.
8- تتضامن مع النضالات والأشكال الاحتجاجية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وتستنكر التعاطي القمعي مع مطالبهم، وتدين الهجوم المتكررعلى المعطلين بقرية بامحمد، كما تطالب بفتح حوار جاد ومسؤول مع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب مركزيا وبكل فروعها والاستجابة لمطلبهم المشروع في الحق في الشغل القار؛
9- تدين كل أشكال القمع والتضييق عن الحريات العامة وتسخير القضاء لضرب حرية التعبير والتظاهر والتنظيم، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف كل أشكال التعذيب والتنكيل بالمعتقلين ومحاسبة كل المتورطين في انتهاكات حقوق الانسان.
10- تعبر عن تضامنها مع عائلة المواطن الشاب ياسين الشبلي وتطالب بالكشف عن الحقيقة كاملة في اغتياله في مخفر الشرطة ببنجرير ومحاسبة الجناة المتورطين.
11- تتضامن مع ساكنة مدينة زاكورة وفلاحيها جراء الفياضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة، وتستنكر سياسة التهميش والإقصاء المفروضة على مناطق الجنوب الشرقي الغني بثرواته والمفقر بسياسات النظام المخزني.
12- تجدد الدعوة إلى كافة الماركسيين /ات والماركسيين/ات اللينينين/ات للالتفاف حول مشروع بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة كهدف لأبعاده الإستراتيجية للقطع مع الأطروحات البورجوازية والتحريفية، باعتباره اللبنة الأساسية لخوض الصراع الطبقي ببلادنا والخيار الأول في التقدم للتخلص من النظام المخزني وبناء النظام الوطني الديمقراطي الشعبي والمجتمع البديل؛
وفي الأخير، تعبر اللجنة المركزية عن تقديرها واعتزازها بمناضلي/ات حزب النهج الديمقراطي العمالي في مختلف واجهات النضال النقابية والعمالية والحقوقية والمجتمعية، وتجسيدهم/هن لمبدأ وحدة النضال ووحدة المصير، كما تشيد بالمبادرات النضالية للقطاعين الشبيبي والنسائي للحزب في عدد من القضايا الراهنة.
اللجنة المركزية
الرباط في 4 ماي 2025.