بيان الحزب الشيوعي السوداني حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر

بيان الحزب الشيوعي السوداني حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر





أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بيانا يومه الأربعاء 29 أكتوبر 2025، حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر جاء فيه:

يقف حزبنا، وبشكل واضح وحاسم، أمام المجازر المروّعة التي تُرتكب بحق المواطنين المدنيين في مدينتي الفاشر وبارا ومناطق أخرى في كردفان ودارفور؛ موقفً لا يتقبل المواربة أو التبرير.

إنّ مليشيات الدعم السريع تواصل ممارسة العنف المنهجي ضد المدنيين العُزّل: الإعداماتٍ الميدانية، والاعتقالاتٍ التعسفية، ونهب وتخريب الممتلكات، وعمليات التهجير الجماعي وإجبار السكان على النزوح…. وغير ذلك مما ترصده وتؤكده تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإعلام.

هذا العنف الجهنمي الممنهج هو نتاج لكل الحروب التي عاشتها بلادنا بهمجيتها وعدم تقديم مرتكبيه للعدالة؛ إن الإفلات من العقاب لم يكن يومًا طارئًا أو استثناءً، بل هو سببٌ مركزي في تكرار الجريمة. فاستمرار غياب المساءلة أعاد إنتاج مناخٍ يسمح بعودة جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق سكان المدن والقرى بمجرد انسحاب قوات النظام أو تراجعها، كما في بارا والفاشر.

وما نعايشه اليوم هو امتداد لنهجٍ رُسِّخ منذ مجازر دارفور الأولى؛ لذا فإن مواجهة هذه الجرائم تتطلب محاسبةً حازمة وفورية لجميع المسؤولين عن إصدار الأوامر وتنفيذها.

كما نؤكد أن عدم ترتيب تأمين المدنيين العزل، وإنسحاب الجيش من مدينة الفاشر الصامدة لأشهر في وجه مليشيا الجنجويد، هو تصرف غير مسؤول ويستحق الإدانة والمحاسبة، فواجب الجيش الاول والأهم هو حماية المواطنين والوطن لا حماية نفسه.

إننا في الحزب الشيوعي السوداني نؤكد دائما أن ما يجري ليس صراعًا عسكريًا حول السلطةفحسب، بل هو مشهدٌ مركب يمثل صراعًا بين أجنحة الرأسمالية الطفيلية داخل البلاد حول السلطة والموارد، تلك القوى التي راكمت ثرواتها وامتيازاتها عبر الفساد واستغلال السلطة لنهب الموارد وتستخدم الصراع المسلح والإرهاب لتعزيز هيمنتها.

وهي – أي الحرب ‘ في الوقت ذاته مخطط إقليمي/دولي/ إمبريالي يستهدف إضعاف الدولة السودانية وتهيئة ظروف التفكيك والتقسيم لإستنزاف مقدرات الشعب وثروات البلاد وإنتهاك السيادة الوطنية.

هذا البعد السياسي والاقتصادي (المحلي والاقليمي والدولي) للصراع يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة للتدخل الفوري لوقف هذه الحرب وتلك المجازر.

إننا في الحزب الشيوعي السوداني نوجه نداء إلى شعوب العالم، ومنظماته الديمقراطية وفي مقدمتها الأحزاب الشيوعية والعمالية، وإلى منظمات حقوق الإنسان، وإلى ضمير العالم كله، من أجل التضامن الأممي مع الشعب السوداني الذي يعاني صامدا ووحده أمام حرب ضروس تدخل عامها الثالث دون أفق لحل أو نهاية… وندعوا إلى تحركات شعبية في كل العالم في الشوارع وعبر الكتابة في الصحف او مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من أجل الوقف الفوري للحرب في السودان والتضامن مع شعبنا.

كما ندعو إلى تحويل “البيانات الناعمة” والنداءات الشكلية الى خطوات عملية لحماية المدنيين وفتح الممرات الإنسانية للسكان وإيصال الإغاثة، وإجراء تحقيقات محايدة ومستقلة في كل جرائم الحرب في بلادنا.

إنّ الانتقادات والتنديدات الصادرة عن المؤسسات الأممية والحقوقية يجب أن تتبعها إجراءات ملموسة: فرض حصار سياسي وإقتصادي ودبلوماسي على مرتكبي الانتهاكات، وحظر تصدير السلاح والدعم اللوجستي للمجرمين، وإحالة الجرائم إلى آليات قضائية دولية ومحلية مستقلة…

ونطالب، أيضا:

1. بوقفٍ فوري لإطلاق النار، وإعلان هدنة إنسانية، وفتحٍ كامل للممرات الإنسانية إلى الفاشر وبقية مناطق دارفور وبارا وكامل شمال وجنوب كردفات ومناطق ومعسكرات النازحين، مع ضمان حماية قوافل الإغاثة.

2. بتحقيقٍ دولي مستقل، سريع وشفاف في جرائم الحرب، وتقديم كل من ارتكب أو أمر أو ساهم في الجرائم للمثول أمام العدالة.

3. بعمل عاجل من شعوب العالم وقواه الديمقراطية ومنظماته الحقوقية للضغط على الدول والهيئات الدولية لوقف أي دعم أو تواطؤ سياسي أو عسكري مع الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات.

وندعو، في الوقت نفسه، طلائع شعبنا وقوى الحراك الجماهيري والقوى الديمقراطية إلى توحيد الصفوف وتصعيد النضال الجماهيري السلمي، وتطوير المبادرات السياسية الهادفة إلى وقف الحرب، وانتزاع السلطة من حكومتي الأمر الواقع في بورتسودان ونيالا، والعودة إلى مسار الثورة لبناء دولة مدنية ديمقراطية تصون حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية.

– لن نسمح بدفن شهادة الضحايا في بياناتٍ تكتفي بنبرة الرأفة دون متابعة. إن الدماء تصرخ بالحق، وتطالب بحمايةٍ فعلية ومحاسبةٍ حقيقية.

– أوقفوا القتل. افتحوا الممرات للمساعدات. قدّموا الجناة للمحاسبة.

– العدالة للضحايا — والحرية والسلام لشعب السودان.

المكتب السياسي
الحزب الشيوعي السوداني
29 أكتوبر 2025





الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا
بيان حول الجرائم المروعة في مدينة الفاشر واستمرار الحرب المدمّرة في السودان

تعيش الفاشر، التي أنهكها الحصار لما يقارب العامين، أوضاعًا إنسانية مأساوية جراء الجرائم المروّعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد المواطنين العزّل، منذ اقتحام المدينة يوم ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٥.
لقد شنت المليشيا حملة انتقامية وحشية، لم يسلم منها النساء والأطفال والشيوخ، بل امتدت لتطال العاملين في القطاع الصحي والمتطوعين في التكايا والمنظمات الإنسانية، حيث مورست بحقهم أبشع صنوف التنكيل والتعذيب والاغتصاب والتصفية الميدانية، وسط صمت دولي مخزٍ.
إنّ ما يجري في الفاشر، وما شهدته وما زالت تشهده مدينة بارا، وما جرى من قبل في الجنينة ومدن وقرى الجزيرة وسنار والنيل الأزرق والخرطوم، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا بدعم وتمويل اماراتي وتغاضٍ دولي واضح.
يتحمل تبعة هذه الجرائم أيضًا تحالف (تأسيس)، الذي يمثل الحاضنة السياسية لمليشيا الدعم السريع، بما يجعله شريكا في المسؤولية عن هذه الانتهاكات البشعة بحق المدنيين.
وتتحمل المسؤولية ايضاً، عن استمرار هذه المأساة سلطة الأمر الواقع المتمثلة في اللجنة الأمنية لعمر البشير والحركة الإسلامية، شركاء الجريمة وصنّاع المليشيا، فهم من أشعلوا الحرب لإجهاض التحول المدني الديمقراطي، تمهيدا لإعادة إنتاج النظام الشمولي.
كما تقع المسؤولية كذلك على القوى الإقليمية، التي استمرت تموّل وتسند طرفي الحرب حفاظًا على مصالحها الاقتصادية والسياسية، مما يجعل السودان ساحة لتصفية الحسابات ونهب الموارد وانتهاك السيادة الوطنية.
إنّ استمرار الحرب لا يهدد وحدة السودان فحسب، بل يفتح الباب واسعًا أمام تفتيت البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي وجعلها أكثر عرضة للاستغلال والتبعية.
مع ترحيبنا بكل الجهود الدولية الداعمة لوقف الحرب وتلك الساعية لتوفير الدعم الانساني لشعبنا، إلا أن الحل الحقيقي للأزمة السودانية، والقادر علي الحفاظ علي وحدة البلاد وصيانة سيادتها الوطنية علي كامل أراضيها ومواردها، إنما ينبع من إرادة شعبنا وقواه الحية، الحريصة علي إنقاذ الوطن وتحقيق طموحاته في الحرية والسلام والعدالة، والإنتقال للحكم المدني الديموقراطي وفاءً لدماء شهداء الثورة السودانية.

في مواجهة هذا الواقع المأساوي ومن موقعنا كفرعٍ للحزب الشيوعي السوداني في المهجر، وإيمانًا منا بمسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية تجاه ما يجري في بلادنا، ندعو إلى ما يلي:
1- إدانة الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر ودارفور وكردفان وسائر أنحاء السودان.
2 – المطالبة بـتحقيق دولي مستقل وشفاف في كل الجرائم التي ارتكبت من قبل طرفي الحرب ومحاسبتهم.
3 – توحيد صفوف القوى السياسية والمدنية والنقابية والمهنية السودانية بما فيها لجان المقاومة والجاليات في الداخل والخارج من أجل دعم الضحايا والنازحين والمتضررين من الحرب، وتنسيق الجهود لتأمين الممرات الإنسانية وتوصيل المساعدات للمدنيين بعيدًا عن استغلال أطراف الصراع.
4 – العمل المشترك لفضح الانتهاكات ومرتكبيها، والضغط على الدول الإقليمية والدولية التي تموّل وتسلّح طرفي الحرب، من أجل وقف انسياب السلاح إلى السودان وتجريم كل من يسهم في إطالة أمد الحرب.
5 – دعوة النقابات والروابط المهنية ومنظمات المجتمع المدني السودانية في الخارج لتنظيم حملات ضغط ومناصرة وتوعية، بالتنسيق مع حركات التضامن العالمية، لكشف حقيقة ما يجري في السودان والدفاع عن حقوق شعبه وكرامته.
6 – مناشدة القوى التقدمية والأحرار في العالم لرفع أصواتهم ضد هذه الجرائم، والضغط على حكوماتهم من أجل فضح الدول المسعّرة للحرب وإنهاء الصمت الدولي المخزي تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان.

يا جماهير شعبنا في الداخل والخارج،
فلنوحّد الجهود والصفوف من أجل إنقاذ السودان من التمزق والانهيار، ودعم الضحايا، ووقف الحرب، واستعادة مسار ثورة ديسمبر المجيدة نحو دولة مدنية ديمقراطية عادلة تصون كرامة الإنسان وتحفظ وحدة الوطن.

– المجد والخلود لشهداء الشعب السوداني
– الحرية للمختطفين والعودة الآمنة للمفقودين
– النصر لقضية السودان العادلة

الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا
29 أكتوبر 2025