من وحي الأحداث: كورونا والإسلام السياسي
كورونا والإسلام السياسي
طالت إجراءات الاحتراز الطبي مناسك الحج والعمرة والصلاة في الحرمين في مكة والمدينة. اتخذ الاسلام الوهابي قرار منع الصلاة في تلك الاماكن الاكثر استقبالا للمسلمين عبر العالم.
لكن هذا الوضع الوبائي لم يمنع صنفا آخر من الإسلام السياسي وهم الإخوان المسلمون بقيادة طيب رجب اردوغان من اقتناء متحف ايا صوفيا وتحويله الى مسجد وإقامة أول صلاة الجمعة وكأنها تقام في مكة أو المدينة، تنقلها القنوات التليفزيونية العالمية. الإخوان المسلمون يحولون الأنظار إلى بلدانهم أي الى مجال ممارسة سلطتهم لينتصروا على الوهابية في إقامة شعيرة صلاة الجمعة باحترازات بسيطة وشكلية وكأن كورونا تخافهم أو هم لا يقيمون لها وزنا أمام صلاة الجماعة.
يسعى أردوغان الى زعامة الإخوان المسلمين للإسلام السياسي وينجح فيما فشل فيه الوهابيون وهو تحدي كورونا.
طبعا في هذا الصراع ضاعت حقوق الشعوب لأن لا الإخوان المسلمين ولا الوهابيين قادرين على حماية شعوبهم من جائحة كورونا، والكل يطبق سياسة مناعة القطيع ولا يهتم بالقطاع الصحي العمومي لتطويره وجعله الدرع الواقي من الجائحة الحالية واحتمالات تطورها الى الأسوء.
وغير بعيد عن المغرب، في ليبيا أحد أطراف المغرب الكبير يتواجه الخصمان عسكريا ويسعيان إلى بسط نفوذهما، وهما طبعا يستهدفان هذه المنطقة من العالم من اجل إخضاع شعوبها وتسخيرها لخدمة مصالح الامبريالية. انهما يخوضان حرب السيطرة بالوكالة حتى يمنعان انتشار الثورة التي اندلعت اولى شرارتها سنة 2010 وهي مستمرة بقوة اليوم في السودان حيت بدأت تنهار أول وأكبر دولة للإخوان المسلمين الذين تمكنوا فيها بمساعدة عسكر عمر البشير المجرم.
الطرفان المتصارعان – الوهابيون والإخوان المسلمون – يسعيان للقيام بدور دركي الامبريالية الموكولة له مهمة قمع الشعوب وإجهاض الروح الثورية وإرادة التحرر من القبضة الامبريالية والصهيونية. إنهما يتنافسان على من يقوم بالمهمة بشكل ترضي الاسياد الجدد للعالم المتعدد القطبية إنهما يسعيان لمنع تمدد القطب المنافس للقطب الامريكي وحلفائه الغربيين.
الحرب الدينية الناشبة بين الأتراك والسعوديين هي تركيز للحرب السياسية التي هي بدورها تركيز للحرب الاقتصادية التي تتحكم الامبريالية الامريكية في خيوطها.