الدولة تستمر في استغلال جائحة كورونا بقوانين ومخططات لصالح البرجوازية الكبيرة
النهج الديمقراطي
الكتابة الوطنية
بيان
وتستمر الدولة في استغلال جائحة كورونا لتمرير قوانين واطلاق مخططات لصالح البرجوازية الكبيرة والتخبط في تدبير ظرفية تخفيف الحجر الصحي
تدارست الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي في اجتماعها الدوري العادي ليوم الأحد 09 غشت 2020 أهم المستجدات الطارئة على الصعيدين الوطني والخارجي، منها على الخصوص:
– تمادي الدولة في استغلال سياق كورونا لإنزال قوانين وخطط اقتصادية لصالح البورجوازية الكبيرة، كما هو الحال بالنسبة لمرسوم 2-19-793 الذي يحدد القطاعات والحالات الاستثنائية التي يمكن فيها ابرام عقدة الشغل محددة المدة، وإطلاق خطة للإنعاش الاقتصادي والشغل. إن قراءة سريعة للمرسوم وللخطة تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الأول يقنن الهشاشة وعدم الاستقرار باسم مرونة الشغل مانحا لرب العمل سلطة تحديد متى وكيف يفر ض عقودا للشغل محددة المدة، أما الخطة فتوفر للبورجوازية الكبيرة غلافا ماليا للاستثمار بقيمة 120 مليار درهم، تتوزع على القروض البنكية المضمونة من طرف الدولة (75 مليار درهم) وصندوق الاستثمار الاستراتيجي الذي استحدث مؤخر (45 مليار درهم)، سوف تخصص بكاملها للمشاريع الكبيرة في اطار شراكات بين القطاعين الخاص والعام أو على أساس عقد-برامج تدار كلية من طرف المستثمرين، كما تشمل الخطة “اصلاحا” جذريا للقطاع العمومي ينص على تصفية مؤسسة، الى جانب تعميم الحماية الاجتماعية على مرحلتين- وهذا هو نصيب المعوزين.
– استمرار الحكومة في التخبط في تدبير مرحلة التخفيف من إجراءات الحجر الصحي، سواء تعلق الأمر بتوفير رخص التنقل أو الإعلان على إجراءات فجائية أربكت السير على الطرقات أياما قبل حلول عيد الأضحى، وإلغاء حق الاستفادة من العطل الإدارية للنساء ورجال قطاع الصحة، وحتى الغموض الذي يلف ظروف انطلاق الموسم الدراسي الجديد ونحن على بعد شهر من الدخول المدرسي. ولا شك أن هذا ما دفع الحكومة إلى تكليف وزارة الداخلية بتدبير الأمور “وفق ما تمليه المعطيات” وطنيا، جهويا وإقليميا (أنظر مرسوم رقم 2-20- 526 ، 7 أغسطس) الذي يمدد سريان مفعول الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي فيروس كورونا في سائر أرجاء التراب الوطني.
– ظهور علامات مؤكدة لاتساع البؤر الوبائية في المدن وامتداد الإصابات الى البوادي التي ظلت سليمة حتى مؤخرا، مما يفرض حيطة أكبر من طرف المواطنات والمواطنين ومسؤولية أكبر من طرف الدولة، لأننا أمام موجة قد تبلغ من حيث الأضرار في الأرواح مستويات رهيبة.
– مثابرة القوى العاملة والفئات الشعبية في النضال من أجل تحسين شروط العمل والحصول على مقومات العيش الكريم من طعام وماء شروب سالكة لأجل ذلك مختلف وسائل المقاومة من اضراب عن الشغل الى وقفات الاحتجاجية.
انطلاقا مما سبق، وبنا ء على ما تم تداوله من قضايا ذات الصلة، فان الكتابة الوطنية:
1) تشيد بنضالات الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية في جميع أرجاء الوطن وتعبر عن تضامنها معها وتدعو إلى إسنادها والتعريف بما تقدمه من تضحيات مثالية؛
2) تدعو القوى الحية الى فضح ما أصبح يعرف ب “خطة للإنعاش الاقتصادي والشغل” والتصدي لها لأنها تقويم هيكلي تمييزي جديد غير معلن، يغدق على كبار الأغنياء في حين يخص أوسع الجماهير الشعبية بجبر الضرر.
3) تدعو إلى خوض النضال النقابي الوحدوي الكفاحي والديمقراطي وربطه بنضالات الكادحين والمعطلين لأجل إقرار الشغل الدائم ومقاومة مرسوم ” عقدة محددة المدة” وكل أشكال الشطط المتعلقة بتنزيل مدونة الشغل؛
4) تطالب الحكومة بتوفير الأطقم الطبية الاحتياطية وكذلك سائل العلاج والتطبيب وتعميم التحاليل المجانية استباقا لما تنذر به مستويات وخريطة الحالات المؤكدة لتفشي كوفيد-19.
5) تدين بكل قوة الأساليب الخفية التي أدت الى فضيحة “مجلس المنافسة” وتدعو لمحاسبة لوبي المحروقات وفقا لما تأكد عند المجلس من معطيات حول التواطؤ البين في تحديد الأسعار. كما تشير إلى أن الحل يكمن في إحقاق مِؤسسة مستقلة فعلا وذات سيادة في القرار.
6) تقدم تهانيها لمناضلي حراك الريف الذين استعادوا حريتهم وتطالب بإطلاق سراح من تبقى الى جانب كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا.
7) تجدد أحر تعازيها للشعب اللبناني الشقيق وأصدق عبارات المواساة لأهالي الضحايا ومتمنياتنا بالشفاء للجرحى، وتحيي الموقف اليقظ الذي عبر عنه الحزب الشيوعي اللبناني أثر فاجعة الانفجار، حيث أكد أن “المهمة الأساسية اليوم أمام قوى التغيير الديمقراطي هو العمل على إسقاط (…) الحكومة وقيام حكومة مستقلة انتقالية من خارج المنظومة الحاكمة يكون في طليعة أولوياتها تصفية النظام السياسي الحالي وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية القادرة والعادلة على انقاض نظام المحاصصة والتبعية والارتهان الفاشل والقاتل”؛ كما تدعو الى صون مكتسبات المقاومة في تصديها للكيان الصهيوني ومحاربة كل مخطط يهدف الى فرض انتداب مستجد على شعب لبنان.
وفي اطار الاتعاظ من كارثة مرفأ بيروت تطالب الكتابة الوطنية الدولة المغربية باتخاذ كافة الاحتياطات من اجل منع حدوث مثل هذه الكارثة في احد الموانئ المغربية او في محيطها وخاصة بتخزين غاز البوطان او ما شابهه..