من وحي الاحداث 379:بهكذا يساهمون في النموذج التنموي البديل
من وحي الاحداث 379
التيتي الحبيب
بهكذا يساهمون في النموذج التنموي البديل
باقتناء الملك لفندق فخم في قلب باريس بقيمة تفوق 80 مليون اورو يقدم الرأسمال الريعي السائد ببلادنا حجة جديدة عن طبيعته الطبقية. ففي عز جائحة كوفيد 19 التي قصمت اقتصاد المغرب وضربت في مقتل مصالح الطبقات الاجتماعية الكادحة من عمال وفلاحين وفئات اجتماعية متوسطة يهرب هذا الراسمال الى جنات استثمارية ليحصل على الارباح المضمونة والسريعة.
تتكلم الدولة ومن خلال اعلى المسؤوليات عن فشل النموذج التنموي وتعين لجنة من اجل وضع بديل واذا بهؤلاء المسؤولين انفسهم يعطون المثال على مواصلة نفس الاختيارات التي انبنت عليها كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتي ادت الى الانهيار الذي يعيشه المغرب اليوم في القطاعات العمومية وفي تفاقم البطالة بسبب فقدان الشغل وإغلاق وحدات الانتاج وغرق المغرب في الديون والتبعية للخارج وعدم ضمان السيادة الغذائية والدوائية والطاقية.
من خلال هذا الحدث الذي اصبح جاريا على لسان الراي العام المغربي والدولي يؤكد الراسمال التبعي ببلادنا بانه هو من يحدد ويختار السياسات التي تخدم مصالحه. فمهما كانت مقترحات ومخرجات لجنة بن موسى فانه لن تكون الا ترجمة لخدمة هذه المصالح.
إن الاعتقاد بإمكانية التوفيق بين مصالح الكتلة الطبقية السائدة ومصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين هو ادعاء كاذب ومفضوخ فكيف يمكن التوفيق بين تهريب راس المال الى الخارج وتوظيفه في جني ارباح في المضاربات العقارية وبين خلق مناصب الشغل القار والمنتج في المغرب وحماية الاقتصاد من الهشاشة وبناء السيادة الوطنية بما تعنيه من توفر الغذاء والعلاج والطاقة …؟
في عهد التواصل وتحول العالم الى قرية لا يمكن التستر على فضائح يرتكبها مهربو الثروات وناهبو خيرات البلاد المتسببون في الفقر الذي شمل غالبية شعبنا.المسؤولية يتحملها هذا الرأسمال الجشع المتهرب من واجباته والذي يجري خلف الربح السريع. إن اختيار توظيف هذا القدر من الرأسمال وفي هذا الظرف العصيب دليل على ما يحضر من سياسات النموذج التنموي البديل والتي ستسلم للحكومات المقبلة قصد التطبيق.