أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
في الشهور الاخيرة اصبحت الدولة وكأنها تدبر سياستها الداخلية عبر خرجات وزارة الخارجية. يدخل هذا الامر في حقيقة أن السياسة الخارجية للأنظمة والدول جزء لا يتجزأ من السياسة الداخلية، إنها آلية تسعى لتقوية أركان الدولة وجلب موازين القوة تظهر بها الكتلة الطبقية السائدة قوية ومتحكمة ويتم توظيفها في إفهام الشعب وقواه المناضلة أنهم تحت سيطرة نظام مسنود دوليا.
بعد المناورة الاخيرة والتي كانت خلطة بين الموقف الامريكي من قضية الصحراء الغربية والاعتراف العلني بصفقة القرن مع الكيان الصهيوني اعتبر صناع قرارات السياسة الخارجية أنهم امتلكوا المفتاح السحري الذي به يمكنهم اقتحام كل المحافل الدولية والجهوية وبه ستكون كلمتهم مسموعة وأوامرهم مطاعة لا ترد. وفي هذا الإطار أعطيت الأولوية لضمان الالتفاف السياسي الداخلي حول هذه الخطة. وهكذا أعطيت الأوامر للأحزاب المخزنية في الحكومة والمعارضة على التصفيق والتهليل لهذه السياسة وتسويقها لدى الرأي العام الداخلي وكأنها النصر النهائي ومن جهة أخرى بدأ تشغيل بنود الاتفاقيات ووضعها على أرض الامر الواقع وبالسرعة الفائقة منها استقبال ممثل الكيان الصهيوني وتعيين نظير له وإرساله لتولي مهامه ومنها ايضا إجراء الدورة 17 لأسد افريقيا للمناورة العسكرية المغربية الامريكية ومساهمة دول اجنبية أخرى وقد شمل مجالها مناطق من الصحراء الغربية.
في الجهة الأخرى من تحالفات النظام ظهرت تصدعات مصاحبة بحملة إعلامية موجهة للداخل وكان النظام قرر تغيير موقعه في القسمة الدولية للمواقع. هكذا بدأت المواجهة مع اسبانيا في ملف ثانوي تعلق باستقبال الامين العام لجبهة بوليساريو السيد ابراهيم غالي لضرورات استشفائية وعلاجية من الإصابة بكورونا. لقد وصل الصراع الى مرحلة استدعاء السفراء وإغلاق مصالح اقتصادية وقنصلية ليصل إلى ردهات البرلمان الأوروبي الذي وقف بالأغلبية الساحقة مع الدولة الإسبانية وفي تصعيد سياسي غير مسبوق يتعلق بالتهديد بحجب الدعم الذي يتلقاه النظام المغربي للعب دور الشرطي ضد الهجرة وفي اعتبار مدينة سبتة جزء من الوحدة الترابية للاتحاد الأوربي.
كل المؤشرات تبرز ان النظام بات يشبه ذلك الكلب الذي يريد اصطياد جرادتين في نفس الوقت؛ ما إن يضع يده على الاولى حتى تهرب الثانية وهكذا دواليك.
والبعض الاخر يقول إنه يشبه الصياد الذي باع جلد الدب قبل اصطياده. اما عن اللبن الذي رضعه المخزن فهو بكل تأكيد لبن سبب له الإسهال بدل الاحساس بالقوة والنخوة.