قيادات يسارية تستحق المحاسبة
قيادات يسارية تستحق المحاسبة
حرص اخنوش على دعوة واستقبال كل المشاركين في الانتخابات حتى يضعهم في صورة توجهه العام ويسمع منهم انتظاراتهم وأمانيهم وتخوفاتهم. كان ذلك أمرا عاديا يقوم به كل الذين توكل لهم مهام او مسؤوليات. غي هذا الاطار اكتشفنا تضارب ردود افعال قيادات اليسار الانتخابوي نقف عند نموذجين اثنين:
+ الاخت نبيلة منيب اعتذرت عن الحضور وفسرت ذلك في استجواب لها مع احد الموقع الالكترونية وختمت تصريحها بقولها ” ونتمنى لهذه الحكومة النجاح التوفيق في تأدية مهامها.”
+ بينما التقى الاخ عبد السلام العزيز مع اخنوش وقدم تصريحا على اثر هذا اللقاء، قال فيه على الخصوص حسب موقع مشاهد ” وجهة نظر رئيس الحكومة المعين، الذي استمع لنا بكل جدية، تتقاطع مع وجهة نظر تحالف فدرالية اليسار بهذا الشأن”
رغم اختلاف تصرف المسؤولين فإنهما عبرا بشكل مختلف عن نفس الموقف الاولى تتمنى النجاح والتوفيق للحكومة في تأدية مهامها والثاني يعتبر تقاطع وجهة نظر تحالف الفيدرالية مع رأي رئيس الحكومة المعين. مثل هذه التصريحات تثير الاستغراب من طرف قواعد التنظيمات المشاركة في الانتخابات وما بالك الغير مشاركة في هذا السيرك. كيف لمعارضة تتمنى التوفيق لأداء الحكومة لمهامها وهذا يعني في الواقع فشل المعارضة في تأدية مهامها إذا كانت هذه المعارضة منسجمة حقيقة مع البرنامج الذي خاضت به حملتها الانتخابية اللهم الا اذا كان ذلك البرنامج يتقاطع مع وجهة نظر رئيس الحكومة ومن خلفه حزبه. ساعتها ستكون المعارضة هي من اجل تجويد اداء الحكومة.
ان هذا المنحى سيكون هو ثمن قبول المخزن لتواجد هذا النوع من المعارضة داخل قبة البرلمان لان القادم من التطورات يحمل معه العصف بالقدرة الشرائية لمجمل الطبقات الكادحة والمزيد من تفقيرها لما سيتم القضاء على صندوق المقاصة والاجهاز الكبير على القطاعات العمومية. سيكون النظام في حاجة الى فرض السلم الاجتماعي وهذا يحتاج الى مشاركة البرلمان اغلبية ومعارضة الى تسويغه وسيحتاج الى المركزيات النقابية لتبريره وسيحتاج طبعا الى الماكينة القمعية من اجل تطبيقه على الشارع.
إن ما أوردناه من تصريحات لهذه العينة من القادة اليساريين تلزم الجميع باليقظة والاستعداد لمصارعة كل ميل للاستسلام لإرادة النظام وحكومته المعينة لأنها حكومة شكلية فاقدة للمشروعية السياسية ولا تستحق منا لا تعاونا ومتمنيات في النجاح.