كأس العرب لكرة القدم وقضية فلسطين
كأس العرب لكرة القدم وقضية فلسطين
خيمت أجواء التطبيع الذي تقوده الأنظمة العربية الرجعية مع الكيان الصهيوني على كأس العرب لكرة القدم الذي نظمته مشيخة قطر. قبل اجراء المباريات وخلالها احتج الكثير من المتابعين على تسمية هذه الكاس باسم كاس العرب لما تحمله من عنصرية ومن تغليط للرأي العام الجهوي والدولي لأن المتنافسين على هذه الكأس هي فرق تنتمي الى الدول المغاربية والدول العربية التي بدورها تتكون من شعوب غير عربية. ناهض المحتجون هذه الخلية الشوفينية لمباريات رياضية يفترض فيها إعلاء راية الأخوة والقيم الانسانية المتعاونة والمتضامنة ضد الفقر والظلم والاستبداد.
بالإضافة إلى هذا المنحى العنصري المقيت، طفا على السطح الصراع الثنائي بين النظامين المغربي والجزائري سرعان ما استعملت فيه القضية الفلسطينية والموقف من التطبيع مع الكيان الصهيوني. هكذا وبعد المباراة الحاسمة في هذه الكأس أي تلك التي جمعت المغرب مع الجزائر وبعد هزيمة الفريق المغربي حمل اللاعبون الجزائريون الراية الفلسطينية ولسان حالهم يقول بأنهم يهدون الانتصار لفلسطين لأنهم هزموا فريق دولة متعنتة في التطبيع. أعطى هذا الانتصار شحنة قوية للفريق الجزائري ومكنه من الفوز بالكأس ليرفع اللاعبون مجددا راية فلسطين ولسان حالهم يقول بان قضية فلسطين حاضرة وبقوة في أرض مشيخة قطر رأس الحربة في التطبيع مع الكيان الغاصب. وبفوز الجزائر بما سمي كاس العرب يتلقى المنظمون صفعة قوية علها ترجعهم للرشد والاعتراف بحقيقة وهوية شعوب منطقتنا، هذه الهوية المتعددة والغنية باختلافاتها وتاريخها العتيد.
لا يفوتنا الإشارة الى ذلك الاحتمال القائم لو انتصر الفريق المغربي على الجزائر لرأينا من يسمون أنفسهم بالجالية المغربية في الكيان الصهيوني يخرجون للشوارع في فلسطين المحتلة ويرفعون الراية المغربية والصهيونية وصور محتفلين بالنصر على العدو الجزائري. كان من المحتمل أن تتحول كاس العرب الى فرصة إعطاء الروح لصفقة القرن صفقة ابراهام التي أطلقهاترامب ونتنياهو ومشايخ الخليج. لكن من حسن حظ قضية الشعب الفلسطيني أن هذا السيناريو فشل وفاز الفريق الجزائري والذي بالمناسبة نعتبره فوزا مستحقا رياضيا ومفيدا سياسيا لدعم صمود شعوبنا وشبابنا ضد التطبيع والإذلال الممنهج من طرف الأنظمة الرجعية العميلة للامبريالية وقاعدتها العسكرية بمنطقتنا الكيان الغاصب.