إنهم يستهدفون الجامعة لتصبح أداة تطبيع العقول مع الكيان الغاصب
إنهم يستهدفون الجامعة لتصبح أداة تطبيع العقول مع الكيان الغاصب.
بعد ان انتقل التطبيع من الكواليس والاقبية تحت الارض الى الفضاء العام. وبعد ان مهد الطريق عبر التغلغل الاقتصادي والامني والمالي والتجاري ها هو ينتقل الى مرحلة متقدمة من خطواته.
نحن اذا امام تمكين التطبيع من وسائل تشكل الوعي وبناء الافكار والعقائد. جديد هذه الخطوة هو انشاء قنوات تلفزية بالمغرب تبث من على التراب الوطني لتصل الى بلدان شمال افريقيا وجنوب اوروبا الغربية ومشارف امريكا الشمالية. ستشتغل هذه القنوات في صنع المواد الاعلامية عبر انجاز الروبورطاجات وادارة الندوات وتغطية جميع الانشطة التجارية والسياحية للوافدين الصهاينة على المغرب بالاضافة الى احياء كل التراث اليهودي الموريسكي بالمغرب وتمكين الصهيونية منه وتوظيفه في مشروعها الأصلي في استعمار فلسطين وفرس الكيان الغاصب كقاعدة امبريالية متقدمة في المنطقة.
في خلفية هذه الموجة المتجددة من التطبيع اقتحام اسوار الجامعات والمدارس العليا. وقبل الاقدام على هذه الخطوة الجريئة والوقحة تم تمهيد الطريق امامها لكي لا تقوم أية معارضة حقيقية لهذا المشروع الجهنمي. سبق هذا افراغ الجامعات من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تعرض للحظر القانوني وتم الزج بقيادته واطره في السجون ثم تم تسليط القمع على الحركة الطلابية واجتثاث التنظيمات اليسارية المناضلة وزرع كيانات دخيلة على الجامعة كالاواكس والعناصر البوليسية المتعددة الاشكال بالاضافة الى تشتيت صفوف الحركة الطلابية وغرس قوى سياسية رجعية ظلامية همها تتبع المناضلين التقدميين وتهديدهم في حياتهم الشخصية ومسارهم الدراسي. يضاف الى ذلك تصغية المضمون العلمي والمتنور للبرامج الدراسية وللمواد والتخصصات العلمية. وانتهى المسلسل التخريبي للتعليم الجامعي بالتحكم في الطاقم التربوي من اساتذة واطر ادارية وتم اغراق هذا الجسم الهام في العديد من المشاكل نتيجة السياسة الفاشلة في تدبير التعليم العالي ليتحول اهتمام الاساتذة الى القضايا المادية المعيشية المحضة وهكذا انفصل الأستاذ عن الطالب وانفصلت نقابة التعليم العالي عن الحركة الطلابية بانفصالها عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الغير موجود عمليا.
هذه هي التربة الخصبة التي هيأها النظام امام تطبيق سياسته الجديدة في موجة التطبيع الحالية. اخترق الكيان الصهيوني اسوار الجامعة ونجح في بداية تنظيم الشراكات والندوات مع الجهات الرجعية في الجسم التربوي بالجامعات ولم ترفع امامه الا اصوات قليلة جدا من داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي وهي اصوات الاساتذة الاحرار بينما التيار الاتحادي وحلفاؤه يسكت عن التطبيع وهو بذلك يزكيه ويقوم بابشع خيانة في حق ابناء شعبنا.
أما الفصائل الطلابية فهي غارقة في الصراعات الفصائلية أي انها سقطت في الفخ الذي نصب لها منذ القضاء على تواجد تنظيمات الحركة الماركسية اللينينة الى الامام و23 مارس والتي جعلت من الجامعة اسوارا محررة من قبضة النظام القائم. فعلى الفصائل الطلابية الانتفاضة على نفسها وتحرر نفسها من هذه التشرذم وتتفرغ بروح وحدوية ونضالية لتحرير الجامعة وتحصين الحركة الطلابية ومنع التطبيع داخل اسوار الجامعات.