ست شبكات مناهضة لعقوبة الاعدام تراسل وزير العدل

ست شبكات مناهضة لعقوبة الاعدام تراسل وزير العدل

في رسالة لويز العدل قالت ست شبكات مناهضة لعقوبة الإعدام بالمغرب، (الائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام، شبكة البرلمانيات والبرلمانيين ضد عقوبة الإعدام، شبكة المحاميات والمحامين ضد عقوبة الإعدام، شبكة الصحفيات والصحفين ضد عقوبة الإعدام، شبكة نساء ورجال التعليم ضد عقوبة الإعدام وشبكة المقاولات والمقاولين ضد عقوبة الإعدام): كنا ننتظر قرار إلغاء النهائي لعقوبة الإعدام، ولا زلنا ننتظر التصويت الإيجابي على القرار الأممي لإيقاف العالمي لتنفيذها، جاء ذلك في موضوع الرسالة التي توصل موقع النهج الديمقراطي العمالي بنسخة منها ونورد نصها الكامل فيما يلي:

السيد الوزير،
تحية خالصة وبعد،
نتمنى لكم باسم هيئاتنا الستة كل التوفيق في مهامكم للانتصار لكل ما هو معزز لحقوق الإنسان ولحرياته الساسية وعلى رأسها الحق الدستوري في الحياة.

ونحن سعداء بأن نتوجه إليكم من جديد، لنسجل إهتمامكم وانشغالكم بقضية إلغاء عقوبة الإعدام بالمغرب ومتابعتكم للمرافعات التي تقودها هيئاتنا من أجل تصفية عقوبة الإعدام من منظومة المغرب الجنائية العسكرية منها والعادية.

واهتماما منا بملف الاستعراض الدوري الشامل، فقد توقفنا أمام
عرضكم السياسي والحقوقي قبل أيام بجنيف بمناسبة تقديمكم لتقرير المغرب، وكنا ننتظر أن تعلنوا للرأي العام العالمي من ذلك المقر الأممي، عن قرار الحكومة المغربية بالإلغاء النهائي لعقوبة الإعدام، وأن يستقبل المغرب وتستقبل الحركة الحقوقية المناهضة لعقوبة الإعدام ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 دحنبر المقبل، بموقف يليق بنضالاتها ويجيب على انتظاراتها في موضوع إلغاء عقوبة الإعدام، ليشعر المناهضون في كل العالم وهم بمؤتمرهم الثامن ببرلين بداية من يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، بأن المغرب رفع الحجر عن الإلغاء، واستوى على درجة راقية بجانب أصدقائه بالدول الإفريقية التي ألغت عقوبة الإعدام، وجتدارك الزمن وأبرز وبشكل قوي تعاطيه مع نشر ثقافة حقوق الإنسان بأبعادها الحقيقية الكونية والدستورية، وأخذ المقعد بجانب دول العالم التي ألغت عقوبة الإعدام فعليا من قوانينها وفي كل الجرائم.

ومع الأسف، فقد كان موقف المغرب أمام العالم مدهشا لنا ومحيرا لكل المناهضات والمناضلين المتتبعين للوضع الحقوقي بالمغرب عبر العالم، عندما أكدتم ودافعتم على موقف التقليص من حالات عقوبة الإعدام بالقانون المغربي فقط، وهو أمر تقليدي سمعناه منذ سنوات، يُبقي على عقوبة الإعدام ولا يُغير من موقع المغرب ولا من موقفه المتردد المحافظ من أبشع عقوبة وأشدها عذابا واحتقارا لكرامة الإنسان، موقف يدير ظهره للمفاهيم العلمية والفلسفية ذات الصلة بالعقاب التي تعرفها مدارس الفقه الحديثة، فضلا أنه موقف مخالف للنظام العام الدستوري لأنه لا يلتفت لما قرره الدستور بالمادة العشرين.

إننا ندعو الحكومة المغربية، تقديرا منها للمحيط الإقليمي والإفريقي والدولي، ولِما عُرض بمناسبة اجتماع مجلس حقوق الإنسان المنعقد في دورته 21 – شتنبر، أكتوبر 2022 وتنصيب المفوض السامي الجديد – أن تتجاوب مع الدستور أولا، ومع إلتزاماتها الحقوقية الأممية ثانيا، وذلك بالمصادقة على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وبالتصويت على قرار الجمعية العامة في دجنبر المقبل المتعلق بإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام على الصعيد الدولي، وأخيرا بالعمل على ملاءمة المدونة الجنائية مع كل المرجعيات الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.

وأخيرا، نحن نتمنى بخصوص تصويت المغرب على القرار الأممي المتعلق بالموراطوار في دحنبر المقبل بمناسبة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ألا تتكرر مواقف المغرب السلبية “بعدم التصويت” التي تبناها منذ سنة 2007 إلى أخر تصويت سنة 2020، وأن تعملوا السيد وزير العدل على نقل تشبتنا وتأكيدنا على هذا المطلب الأولي والمستعجل للسيد رئيس الحكومة ولدى زملائكم بها، وأن تذكروا الجميع بمواقف وتوجهات ملك المغرب والتي لابد ان تقرأها الحكومة بوعي ثاقب، وببصيرة وببُعد نظر.

بل إننا ننتظر منكم أكثر، وهو أن تفاجئوا المؤتمر العالمي الثامن للائتلاف الدولي ضد عقوبة الإعدام يوم افتتاحه ببرلين بواسطة السيد المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، بإعلان رسمي بان المغرب قرر التصويت على الموراطوار وبأن المغرب يدعو الائتلاف الدولي لعقد مؤتمره التاسع سنة 2026 على أرضه، ونعتقد بان المغرب له القدرة على ركوب هذا التحدي، وأنه بمثل هذه المواقف تصنع الدول والشعوب تاريخها والرفع من شأنها.

في انتظار ذلك، نرجو أن تتقبلوا السيد الوزير كل الاعتبار والتقدير.

1. عن الائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام – عبد الرحيم الجامعي
2. عن شبكة البرلمانيات والبرلمانين ضد عقوبة الإعدام- نزهة الصقلي
3. عن شبكة المحاميات والمحامين – عبد الرحمان العلالي
4. عن شبكة الصحفيات والصحفيين – مصطفى العراقي
5. عن شبكة نساء ورجال التعليم – مليكة غبار
6. عن شبكة المقاولات والمقاولين ضد عقوبة الإعدام – نادية بنحيدة.

الرباط، 11 نونبر 2022