شيء من الإرادة لهزم اليأس والإحباط

شيء من الإرادة لهزم اليأس والإحباط
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 شيء من الإرادة لهزم اليأس والإحباط

من وحي الأحداث: شيء من الإرادة لهزم اليأس والإحباط

يتأكد بالملموس بأن اليسار المشتت سهل الانقياد للمزيد من التشرذم. هذا اليسار المشتت لما تنتصب أمامه ضخامة المهام وجسامة المسؤولية، وعندما يقيسها بوضعه يصاب بالدوار وبالإحباط.
هذا الإحباط يقود إلى اليأس والإحساس ثم اليقين بلا جدوى التحرك. لكن الطبيعة ترفض الجمود ولذلك سيتحرك هذا اليسار المحبط اليائس ليس نحو الأعلى، لأن ذلك يتطلب جهدا متعبا ومضنيا، بل سيتحرك نحو الأسفل، لأن ذلك سهل، وحتى قانون الجاذبية يمكنه أن يغني عن أي مجهود ذاتي.
فكيف الخروج من هذه الدوامة الجهنمية قبل أن تتحول إلى سجن ابدي؟
يمكن ذلك، وهو في متناول اليد، لكنه يحتاج إلى الإرادة إي إلى نسبة معقولة من تفعيل الشرط الذاتي وتسخيره لمقاومة الشروط الموضوعية المحبطة بل لفرض الإرادة بنسبتها المعقولة تلك، هذا أولا. ثم ثانيا، الاقتناع فعلا وعمليا وليس فقط نظريا بان الجماهير هي صانعة التاريخ وعلى المناضل أن ينخرط وينغرس ويساهم بقدر مستطاعه وليس هو الذي عليه تحرير تلك الجموع، وثالثا، عليه أن يجمع قوته مع رفيقه الآخر والذي لا يشبهه، وهو على حق في ألا يشبهه من الوهلة الأولى، ولذلك على كل واحد منهما أن يحترم هذا التمايز والاختلاف في التقدير لكن شريطة أن يجمع بينهما حد أدنى من إرادة التغيير والدفع إلى الأمام كل حسب طاقته. فإذا توفرت هذه الشروط، سيتمكن هؤلاء المناضلون من تجاوز وضع التشتت والإحباط لأنهم باتوا منخرطين في نفس المعركة، معركة واضحة المعالم والأطراف المتصارعة. إنها معركة الجواب على سؤال كيف نتقدم؟ سبق الجواب على سؤالين جوهريين وهما بما نبدأ؟ وما العمل؟
لقد شكل حراك الريف وجرادة ومن بعدهما الحراكات المقبلة مثل هذه الفرصة، وعلى الجميع أن يتلمس مهامه حسب طاقته، وان يفعلها بجد وتفاني، وان يبحث عن الحلفاء لحشد القوة. فالحراكات والنضالات الجماهيرية مهما كانت بساطتها ومحدودية مطالبها العاجلة، تستدعي من الجميع استحضار روح المسؤولية التاريخية، وان ينبذ الفرقة وكل ما من شأنه المساعدة على هزيمة جماهيرنا ورفع الراية البيضاء من طرف القادة في السجون أو خارجها. فالانخراط الحماسي والجماعي وباستحضار ضرورة استنهاض الشرط الذاتي، عبر تقوية لحمة العمل الوحدوي في الإطارات النقابية والجمعوية وبناء التنظيمات الذاتية الموجهة للحركات الاحتجاجية واستقطاب الطلائع المناضلة العمالية والكادحة وضخها في انوية الحزب المستقل للطبقة العاملة الحديث الولادة. علينا تجميع القوى وبناء الكتلة الحرجة الضرورية لكل تغيير ثوري منشود.