كان ولازال وسيبقى الجدل ماديا
كان ولازال وسيبقى الجدل ماديا
اذا كان البؤس يولد الحقد الطبقي ويغذي العزيمة على القضاء على التفاوتات الطبقية وعلى الاستغلال لقوة عمل العمال والكادحين، فإن الديكتاتورية المستبدة عندما تمنع حرية التعبير والتنظيم فإنها تولد بدورها اشكالا جديدة من النضال وأدوات تطبيق الارادة الجماعية أي ديمقراطية بديلة عن الديمقراطية المزيفة السائدة. إنها تولد الديمقراطية المباشرة التي تتولى القواعد فيها انجاز الاختيارات في الشارع العام وانتخاب الممثلين المباشرين بشكل جديد.
هذه الطريقة المبتكرة تمارسها اليوم كتيبة من الاطارات المناضلة تمنع من القاعات العمومية حتى لا تغقد جموعاتها العامة في ظروف مقبولة وفي عنوان معروف وهذا امر مبيت من اجل حرمانها من وصولات الايداع وتوضع في خانة الاطارات المحظورة عسى ان تهجرها القواعد. لكن التجربة تظهر انه على من ذلك يزداد تشبث القواعد باطاراتهم المستهدفة وبأن التطور الممكن والمقبل هو بروز البديل بما يعنيه هيكلة الحقل الاجتماعي المضاد خارج نسق الدولة الديكتاتورية وفي مواجهة قوية معها.
فالبؤس والديكتاتورية هي معاول حفر قبر الاستبداد ونهوض الشعب الواعي بمصالحه لانتزاع الحقوق كل الحقوق. ان التشبث بحق اقامة المؤتمرات والجموعات العامة بدون قيد او شرط هو بداية مشوار ميلاد الشعب المسلح بالتنظيم، ومن بعد ذلك مدبرها حكيم، لان الشعب المسلح بالتنظيم لن توجد قوة غاشمة على وجه الارض يمكنها خداعه.
تحية لفروع جميع التنظيمات التي تعيش تحت الحصار.
إن الحياة وإرادة التغيير مثلها مثل جريان الماء؛ فمهما وضعوا من سدود للمنع والتوقيف، فإنها تجد طريقة التجاوز ومواصلة الجريان، إنها قوانين مادية عظيمة وجارفة للمعوقات والسدود. ان استهداف فرع تنظيم سياسي او جمعية او نقابية هنا او هناك وما يواجه من مقاومة وتصدي ليس إلا تمرينا في معركة صغيرة على روح المقاومة وعلى الدفاع على حق الشعب في تقرير مصيره السياسي لكن من جهة مطالب صغيرة وجزئية. تراكم هذه المعارك يولد تراكم التجارب والخبرة. يعتقد النظام انه بفرضه هذه لمعارك الجزئية والكثيرة يستطيع تشتيت القوى وإبعاد الانتباه والتركيز على القضايا الكبرى وهو اعتقاد خاطئ لأنه يجهل قانون الجدل المادي الذي يحتم حدوث القفزة النوعية من خلال التراكمات الكمية الكثيرة والمختلفة.
20/01/2020