افتتاحية: حراك التعليم واقع وآفاق
عاشت شغيلة التعليم ببلادنا أقوي فترة من النضالات التي عرفتها البلاد طوال العقود الماضية، وشكلت محطتي 5 أكتوبر 2023 و7 نونبر من نفس السنة أكبر محطات هذه النضالات، إذ عرفت هاتين المسيرتين حضورا كثيفا شبيها بما عرفته مسيرات ومظاهرات حركة 20 فبراير المجيدة. لقد توحدت شغيلة التعليم رغم التمزيق النقابي والتشتت السياسي وتضارب المواقف والمواقع للقوى الفاعلة في الساحة السياسية. لقد غلب طابع الوحدة الميدانية وتوحدت المطالب في ملف مطلبي شاركت فيه التعبيرات النقابية والتنسيقية، كان هذا أول انتصار تحققه شغيلة التعليم والذي تكسرت علي صخرته جميع مناورات الدولة وأجهزتها بما فيه الوزارة الوصية وانتقلت التناقضات إلى صفوف الحكومة والفاعلين المكلفين بالملف.
انتبهت الدولة إلى المستجد في ساحة التعليم وهو تحول هذه الحركة النضالية إلى بداية حراك لشغيلة التعليم، وهذه الدينامية النضالية أصبحت مفتوحة على جميع الاحتمالات بما فيها الانتقال إلى حراك شعبي، لو توفرت له الشروط الموضوعية والذاتية. وأمام الإصرار على مواصلة النضال ورفع وتيرته اضطرت الحكومة إلى قبول الجلوس على مائدة الحوار مع الأطراف الرئيسية في الحراك والإعلان عن قبول التفاعل مع العديد من مطالب الملف المطلبي للحراك. فكانت المرحلة الجديدة من النضال تستوجب الإعداد الجيد لخوضها وهو الأمر الذي أظهر حقيقة الخلل في قيادة الحراك وهشاشة القيادات التي وحدها الشارع برفع الشعارات وفرقها التعبير على الملف المطلبي وتنظيم الصفوف لانتزاع اكبر قدر من المطالب. فكانت هذه الثغرة التي تسربت منها مناورات وأحابيل العدو الطبقي ليزيد من تشتيت الصفوف وإضعاف جبهة المحاورين.
توضيح الجامعة الوطنية للتعليم التوجيه الديمقراطي FNE بخصوص 20 مليار درهم..