حسم الصراع الايديولوجي وبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة معركة واحدة
حسم الصراع الايديولوجي وبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة معركة واحدة
كلمة العدد 545 من جريدة النهج الديمقراطي
لقد بات في حكم المؤكد أن الصراع الجاري بين قطبي الرأسمالية والاشتراكية لم ينته إلى ما كان يدعي المثقفون الليبراليون، ولم ينته التاريخ بسيادة الرأسمالية كواقع لا يرتفع. ذلك أن نضالات الشعوب وفي مقدمتها الطبقة العاملة ما فتئت تكشف يوما بعد يوم عن أزمة النظام الرأسمالي وعقم أدواته وعجزه عن تفكيك التناقضات نفسها التي تحمل قانون سقوطه. غير أن واقع الحال، لا يدعو إلى الاطمئنان والاستسلام لشعارات الحتميات التاريخية المفترى عليها أو السقوط في الانتظارية القاتلة التي أجهزت عن مشاريع أحزاب كانت تسمى اشتراكية في العديد من بلدان المركز كما في بلدان المحيط.
لأجله، يكتسي الوضوح الأيديولوجي والمرجعية الفكرية والنظرية أهمية كبيرة في كل مشروع ينشد التغيير الثوري بما في ذلك تلمس حدود عمله السياسي، بتناقضاته وتقاطعاته في منحى التحالفات التكتيكية والاستراتيجية الممكنة، بما يستجيب لتطورات وتعقيدات الصراع الطبقي بمختلف مراحله. لعل المرجعيات الرأسمالية منها والأيديولوجيات الدينية والقومية، الشعبوية والبراغماتية لا تصمد بالتأكيد أمام إمكانيات وقدرات الماركسية على فهم وتحليل التناقضات وسبل تغيير عالم الحروب والاستغلال والاستبداد، بعالم تسود فيه مجتمعات لا طبقية تنعم بالسلم والايخاء بين الشعوب. عالم يسوده المنتجون المبدعون والمساواة بين المرأة والرجل… ويبقى الشرط الأساسي في هذا الرهان الذي يحرر المجتمع، هو أن تتمكن أغلبية المجتمع المتمثلة في الطبقة العاملة من بلورة أداة تحررها من الاستغلال من الأصل وليس فقط بناء أدوات تحسين وتلطيف الاستغلال. هذه الأداة هي الحزب المستقل تنظيميا وسياسيا وفكريا عن البورجوازية، الذي يبنى في خضم الصراع بانصهار بين طلائع عمالية ومثقفين ثوريين في معركة متواصلة من أجل عزل الطبقات والفئات الأخرى بتحييدها أو التحالف معها على طريق التحرر الكامل للمجتع. لقد طور حزب النهج الديمقراطي العمالي أطروحاته بشكل تدريجي ووفق عملية تراكم لتجربة سياسية غنية مكنته في المؤتمر الوطني الخامس من تبني بوضوح المرجعية الماركسية اللينينية. من دون أن تكون هذه المرجعية نظرية جامدة أو عدم اخضاعها للتطوير والابداع وفق المسارات النضالية وبما يجعلها منفتحة على التقدم العلمي وتجارب بناء الاشتراكية بشكل نقدي بالارتكاز الدائم على الديالكتيك المادي والمادية التاريخية في معالجة التناقضات في مختلف مستوياتها.
ويعتبر هذا التطور المتميز في أطروحة حزب النهج الديمقراطي العمالي، ثمرة تراكم لعمل سياسي ميداني ومجهودات جماعية مفتوحة على تيارات ومناضلين ماركسيين شاركوا في ندوات عمومية محلية ودولية وموائد مستديرة في صيرورة الاعلان عن بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين. كما أن نفس الحزب ما فتئ يناضل من أجل التقدم في انجاز مهامه السياسية المحددة في سيرورات مترابطة يؤكد فيها على أهمية وحدة الماركسيين المغاربة، وقد خصهم بنداء للعمل الوحدوي لتجاوز الشتات والحلقية والتوجه الى انجاز مبادرات تعيد جسور التواصل والثقة لبناء هذا الحزب المشروع الكبير كمهمة أنية لا تتطلب التأجيل.
ان احتداد الصراع في بلادنا وجسامة المهام الملقاة على مناضلات ومناضلي شعبنا تتطلب تظافر الجهود والعمل على:
– مواجهة المخططات الطبقية التي استطاع النظام السياسي تمريرها وذلك بتقوية العمل النقابي وتوسيعه وتنظيم العاملات والعمال بما يمكنهم من تسيير ذاتهم وتقرير معاركهم من خلال عمل نقابي ديمقراطي على أنقاض العمل البيروقراطي والاتجاهات الانتهازية المتنفذة.
– خوض الصراع من أجل توحيد المعارك الفئوية على أهميتها وتطويرها في اتجاه نضال طبقي وحدوي لمجموع الطبقات المتضررة من السياسات الطبقية للنظام القائم في بلادنا.
– أخيرا وفي المقام الأول، تبقى المهمة الحاسمة في الصراع وأولى نقط جدول أعمال عموم الماركسيين المقتنعين بضرورة بناء الحزب، هي نقطة استدراك الزمن المهدور لنضالاتنا المريرة والرقي بعملنا السياسي إلى مستوى يمكننا من احداث قطائع وربح معارك الجبهات القائمة وبناء جبهة الطبقات الشعبية والتنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير.
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 545
راهنية اسهامات لينين الفكرية والسياسية والتنظيمية
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تدين منع المسيرة بالرباط
- مظاهر الفشل الأمريكي “الإسرائيلي” الغربي في اليمن
- العدو الصهيوني يواصل عدوانه البري والبحري والجوي على قطاع غزة لليوم الـ 449 على التوالي
- بيان تضامني مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- تصريح الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع حول المحاكمات والمتابعات القضائية لمناضليها ومناضلاتها