قد تكون تكلفة الحرية الرجوع الى العصر الحجري

قد تكون تكلفة الحرية الرجوع الى العصر الحجري
 
559-ti قد تكون تكلفة الحرية الرجوع الى العصر الحجري

منذ 7 اكتوبر 2023 والشعب الفلسطيني بغزة يتعرض إلى الإبادة الجماعية. ما تم إلقاؤه من قنابل بجميع أصنافها ووفق آخر الاختراعات في الصناعات العسكرية الإجرامية. أصبحت قطاعات من غزة عبارة عن حقول من الدمار، غير قابلة للحياة والشعب الفلسطيني يمشي في القوافل متنقلا بين كثبان الدمار والخراب الفائق البشاعة والخطورة. ينظم قوافل النازحين في الداخل والمتوجهين إلى الداخل ضمن سجن غزة الأرض ملغمة والسماء تقصف بحمم القنابل وأزيز الطائرة المسيرة والمسكونة والمحملة باهر أسلحة الدمار التي أنتجتها المصانع الأمريكية والانجليزية والألمانية والفرنسية.

كان الهدف في البداية والنهاية هو دفع شعب غزة إلى الانتفاضة ضد المقاومة وتحوله إلى شريك للصهيونية للتخلص من هذه المقاومة، والارتماء في أحضان القوى الرجعية المستسلمة ممثلة في سلطة عباس والأنظمة العميلة في الأردن ومصر والسعودية والأمارات..لكن حسابات العدو تكسرت على صخرة الصمود الأسطوري الذي أنجزه الشعب الفلسطيني وتشبثه القوي باختيار المقاومة وبالكفاح المسلح، لإنهاء الاستيطان وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. لقد استطاع هذا الصمود التاريخي للشعب الفلسطيني أن يوقظ الضمائر الإنسانية الحية، ويساعدها على إدراك حقيقة الصهيونية كمشروع نازي معادي لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير وطنه من الغزاة الصهاينة. هكذا خرج آلاف المتظاهرين والمحتجين في مدن الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول أوروبا الشمالية وألمانيا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا واستراليا وفي بعض البلدان العربية والمغاربية. ما حققه الصمود الفلسطيني البطولي يفتح طريق التخلص من الصهيونية والمشروع الامبريالي الذي خطط لتوطينها في قلب الشرق الأوسط.

هكذا رجعت المصداقية إلى خيار الكفاح المسلح، لدحر العدوان الصهيوني، وبدأت بوادر تصدع هذا الكيان، وإمكانية هزمه كما تحقق ذلك في فيتنام والجزائر وأفريقيا الجنوبية وعبر العالم. هذا هو منطق التاريخ وإرادة الشعوب قائمة، وحتمية انتصارها واردة متى انعقدت العزيمة على ذلك. فتحية لشعب فلسطين، وقد تأكد الشعب المغربي بتداخل قضية فلسطين وقضية تحرر وطننا من الهيمنة الامبريالية والقبضة الرجعية. تأكد ذلك لان الشعبين يواجهان نفس التحالف العدواني الرجعي الصهيوني.