السودان: من الدفاع الى الهجوم من أجل الانتصار

السودان: من الدفاع الى الهجوم من أجل الانتصار




كلمة الميدان :
من الدفاع الى الهجوم من أجل الانتصار
الميدان عدد 4349،، 





ان استمرار عزلة النظام بطرفيه داخليا يعكس تنامي وعي الجماهير ووضوح رؤيتها، الأمر الذي يضع على عاتق قوى التغيير الجذري، وفي مقدمتها حزبنا، مسؤوليات كبيرة. فبعد مرور أكثر من عامين على إندلاع الحرب، أصبحت عزلة النظام مؤكدة، كما باتت إمكانيات مقاومة سياساته وفــرص التغلب عليها أكثر وضوحًا وإمكانية للتحقيق.

ورغم أهــوال الحرب وتداعياتها الكارثية، فإن تكاتف جماهير شعبنا وتضامنها، خفّف كثيرًا من ويلاتِها. فقد برزت لجان الطوارئ والتكايا النابعة من عمق المجتمع في الأحياء منذ الشهور الأولى، وشكلت خطوة إثر خطوة نواة صلبة يمكن أن تُبنى عليها طلائع المقاومة الشعبية القاعدية.

إن التململ الشعبي والرفض الواسع لسياسات سلطتي الأمر الواقع، يدعمان نشاط هذه الطلائع، ويعززان إرتباطها بالجماهير. وهذا بدوره يمهّد الطريق لتنظيم الجماهير وتعبئتها، بدءًا من مطالبها اليومية وإحتياجاتها المعيشية، وصولاً إلى إنتزاع هذه الحقوق بالوعي والنضال المتصاعد.

تشير الوقائع اليوم إلى أن الجماهير تخوض معاركها بأساليب دفاعية، ولكن من موقع أكثر تقدمًا ووضوحًا من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، تعكس الأشكال النضالية التي تبتدعها جماهيرنا الطابع الجماهيري السلمي للصراع، بما يحمله من دلالات مهمة لمستقبل المقاومة، قريبًا كان أو بعيدًا.

لقد شكّلت بدايات المقاومة في الميناء ببورتسودان، أو في عطبرة، أو غيرها من المناطق، زخمًا واقعيًا ملموسًا، رغم محدوديته، يؤكد أن الجماهير بدأت بالفعل إستعادة أنفاسها، وترتيب صفوفها، والعودة تدريجيًا إلى الميدان.

ومن هنا، يجب على الطلائع، وفي مقدمتها الشيوعيون، أن تتفهم دورها في اللحظة الراهنة، وأن تقرأ قدراتها وإمكانياتها بوضوح، مستفيدة من تجارب الحركة الجماهيرية السابقة بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. كما ينبغي أن تمارس التكتيكات السليمة التي تحكم كافة مراحل المقاومة، من أشكالها الجنينية الحالية، مرورًا بتصاعدها، وحتى بلوغ المعارك الفاصلة والإنتصار النهائي.

وتحتل قضية التأمين وإتقان أساليب العمل السري أهمية مركزية في هذه المرحلة. فممارستها وتطويرها بإستمرار، شرطٌ ضروري لتوسيع نطاق النضال الجماهيري وضمان إستمراريته. وهي كذلك معيارٌ لجدية حركة المقاومة، ولقُدرتها على التماسك ومواجهة التحديات.

ومن المهم أن تعي الطلائع في هذه المرحلة، رغم قسوة الحرب وتداعياتها، أنها تنطلق من موقع أكثر نضجًا وتجذرًا، مما يتطلب إنتهاج أساليب وتكتيكات أكثر دقة ومرونة، مع إدراك عميق لإمكانيات الجماهير، وتعزيز الطابع الجماهيري للصراع مع سلطتي الأمر الواقع. وعلى هذا الأساس، يمكن لحركة المقاومة أن تتطور خطوة بخطوة من واقعها الحالي، وبأقل الخسائر الممكنة، حتى تشتد عودها في أتون النضال اليومي، وتصبح قادرة على مواجهة العنف السلطوي، وحماية مكتسباتها، وتوسيع قاعدتها على إمتداد القطر.

كذلك، يلعب التضامن العالمي دورًا أساسيًا في تدعيم حركة المقاومة وكشف جرائم طرفي الحرب. وتتحمل القوى الثورية السودانية في الخارج مسؤولية مضاعفة في بناء حركة تضامن دولية فاعلة، خاصة في البلدان التي ترتبط حكوماتها بما يجري في السودان بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فذلك يسهم في كبح آلة البطش، ويعزز معنويات المناضلين في الداخل.