في الذكرى الثانية لـطوفان الأقصى: المجد للمقاومة والخلود للشهداء

في الذكرى الثانية لـطوفان الأقصى
المجد للمقاومة والخلود للشهداء
عامان بالكامل تمرّ اليوم على انطلاق معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزّة. لقد وجّهت المقاومة ضربة موجعة إلى كيان الاحتلال وعقيدته، عقيدة “الجيش الذي لا يقهر”، بفضل جرأتها وتخطيطها ممّا مكّنها من استعادة المبادرة ضدّ كل مخططات التصفية التي تحاك ضدّها من قبل العدوّ الغاشم ورعاته الامبرياليين وفي مقدّمتهم الوحش الأمريكي وأنظمة العمالة والخيانة في المنطقة التي كانت تهيّئ لموجة جديدة من التطبيع الغادر.
لقد سعى جيش الاحتلال الصهيوني، طوال عامين كاملين بعد عملية طوفان الأقصى المجيدة، إلى تركيع الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وتهجيره وسلبه كل ملامح الحياة والكرامة عبر حرب إبادة لا توصف. لقد دمّر الصهيوني النازي كلّ مظاهر الحياة والعمران في غزة بالأسلحة الفتّاكة التي تصله من قوى الاستعمار الغربي وفي مقدّمتها الوحش الأمريكي، وجوّع أهلها وعطّشهم وفرض عليهم حصارا قاتلا كانت فاتورته آلاف الشهداء والجرحى والأسرى. وذات الأمر في الضفة وفي القدس وفي الداخل المحتل. ولكنه عجز عن تدمير إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته وعن تحقيق أهدافه المعلنة والخفية سواء ما تعلق منها بالقضاء على المقاومة أو تهجير أهل غزّة أو حتى استعادة “الرهائن”.
وما من شكّ في أنّ كيان الاحتلال ما كان له أن يستمرّ في جريمته النكراء في غزة وفلسطين عامة وما كان له أن يعربد في لبنان واليمن والعراق وإيران لولا الدعم اللامحدود الذي وجده خاصّة من الإمبريالية الأمريكية وقيادتها المجرمة، بايدن سابقا وترامب حاليّا، ولولا التواطؤ الذليل لأنظمة الخيانة والعار العربية والإسلامية.
وما من شكّ أيضا في أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته وجدا في الإسناد القادم من لبنان ومن اليمن والعراق وفي وقفة أحرار العالم خير حافز على الثبات والصّمود. لقد أعادت معركة طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الأسطورية الوهج للحركة الأممية المناهضة للامبريالية والاستعمار.
إنّ حزب العمال إذ يحيي مع شعبنا وقواه الحية ومع أحرار العالم وحرائره الذكرى الثانية لملحمة طوفان الأقصى البطولية، وإذ يجدّد انحيازه للمقاومة الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها وبانتصاره اللامشروط لشعب الجبارين على طول فلسطين المحتلة فإنّه:
– يعتبر أنّ السند المادي لكيان الاحتلال النازي هو الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة وهو أيضا أنظمة العمالة والخيانة في المنطقة التي لولا دعمها وتواطؤها لما استمر كيان الاحتلال في حرب الإبادة الوحشية في تحدّ سافر للضمير البشري وللقوانين والمبادىء والأعراف الدولية التي كانت نتاجا للدروس المستخلصة من الهمجية النازية والفاشية.
– يؤكّد أنّ المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها قد تمكّنت بفضل صمودها الأسطوري وتضحيات الشعب الفلسطيني، من إفشال مخططات العدوّ الغاشم وفي مقدمتها تصفية المقاومة وتهجير أهل غزة و”تحرير الرهائن بالقوة”، كما أنّها تمكّنت من إحياء القضية الفلسطينية مجدّدا باعتبارها قضية تحرر وطني، ومن كسب تضامن أممي غير مسبوق، علاوة على أنّها عرّت الطبيعة النازية للكيان الغاصب أمام شعوب العالم وكشفت الطابع التضليلي للدعاية التي أحاط بها نفسه.
– يدين كل الدعاوي الانهزامية التي تريد تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية الدمار الذي طال غزة، وهي دعاوٍ تصبّ في طاحونة الاحتلال وحلفائه وخدمه الذين يواجهون أكبر أزمة وأوسع إدانة وعزلة منذ قيام كيان الاحتلال بقرار ظالم من الأمم المتحدة. إنّ التحرّر من الاستعمار يتطلب تضحيات جسيمة على طريق المراكمة المستمرة التي لن تنتهي إلّا بالنّصر.
– يعتبر أنّ مبادرة المجرم ترامب الأخيرة إنّما جاءت نتيجة صمود المقاومة وإفشالها مخططات العدوّ وهي تهدف إلى تمكين كيان الاحتلال ممّا عجز عن تحقيقه طيلة عامين من التقتيل والتّدمير. إنّ المقاومة الفلسطينية الماسكة على الجمر هي المؤهلة للتعاطي مع هذه المبادرة بما يخدم الشعب الفلسطيني آنيّا واستراتيجيا وهي القادرة أيضا على تفكيك كل الألغام المزروعة في هذه المبادرة وإعادة تنظيم الصفوف ودعمها استعدادا للجولات القادمة مع عدوّ لن يتوقف عن العدوان والتوسّع وارتكاب الجرائم.
– يهيب بشعوب العالم وقواه التقدمية أن تواصل العمل الجبار لعزل كيان الاحتلال النازي ومقاطعته ووضع حدّ لحرب الإبادة ورفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانيّة وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة حتى التحرر والاستقلال والعودة وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس.
– يدعو الشعب التونسي وقواه التقدمية إلى مضاعفة الجهد وتعبئة القوى من أجل تجريم التطبيع مع العدوّ الصهيوني.
* عاش طوفان الأقصى
* المجد للمقاومة
* العزة للشهداء
حزب العمّال
تونس، في 7 أكتوبر 2025