بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي

بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
كل الدعم لمطالب جيل Z ببلادنا
كل الدعم لوحدة المقاومة الفلسطينية ولنضالات الشعب المغربي ضد التطبيع
كل التضامن مع الشعب والحكومة الفينزويلية ضد التحرش العسكري والاستخباراتي الأمريكي
اجتمع المكتب السياسي يوم الأحد 12 أكتوبر 2025 بمقر الحزب بالدار البيضاء، وبعد تحليله للأوضاع السياسية ببلادنا، وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي، فإن المكتب السياسي يعلن للرأي العام ما يلي:
1) بخصوص حراك شباب “جيل Z”: يسجل النهج الديمقراطي العمالي ما يلي:
– يجدد دعمه للحراك الشبيبي معتبرا إياه حلقة نوعية جديدة في سيرورة نضال الشعب المغربي ضد منظومة الاستبداد والفساد والتبعية، ومن أجل التحرر والديمقراطية.
– يندد بقمع شباب الحراك والاعتقالات التي طالت صفوفهم، وما رافقها من أحكام جائرة وقاسية. ويطالب بالإفراج الفوري عنهم وعن جميع المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط. كما يندد باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة شبان وإصابة ودهس آخرين، الأمر الذي يفرض ضرورة فتح تحقيق مستقل وشفاف، ومساءلة كل من تورط أو أمر بارتكاب هذه الانتهاكات الجسيمة.
– يعكس هذا الحراك من جهةٍ حالة الاحتقان العميقة التي بلغت ذروتها نتيجة ما وصل إليه النظام وحكومته الرجعية من مستويات غير مسبوقة من الاستبداد والفساد والافتراس للثروات الوطنية من قبل حفنة من الرأسماليين المحليين والأجانب، إلى جانب سياسة الخوصصة الهمجية التي طالت القطاعات الحيوية والاستراتيجية، وعلى رأسها الصحة والتعليم. كما يعبر هذا الحراك عن واقع اجتماعي متفجر يقف على فوهة بركان من الغضب الشعبي إزاء سياسات النهب والقمع وإفساد الحياة العامة، وما نتج عنها من تهميش متواصل وخنق للشباب عبر البطالة وانسداد الآفاق، في ظل استمرار النهج المخزني القائم على الاحتكار والتسلط.
– يعتبر أن مطالب الحراك (جيل Z) هي مطالب كل الجماهير الشعبية قاطبة في المدن والقرى التي تكتوي بنار الغلاء والخوصصة والتدهور الكبير للبنيات التحتية ولقطاع الصحة والتعليم والشغل والحقوق الشغلية مما ينهك جيوب الأسر المغربية ويفقر الجماهير الشعبية.
– يؤكد أن الحراك يرفع مطالب اقتصادية وأخرى متعلقة بالكرامة، شأنه شأن حراك الريف وجرادة ولكن بنفس جديد، وهو يدخل ضمن السيرورة الثورية المتحركة لمقاومة السياسات اللاشعبية، وهو محكوم بفعل يقظة الحركة الشبيبية المناضلة، بالتطور وبالتدقيق أكثر في المطالب والمواقف والاستفادة من دروس حراكات الشعب السابقة التي بددت أوهام الرهان على النظام المخزني والحكم الفردي المطلق في تغيير الأوضاع. كما أن ربط المطالب الاقتصادية بالقضاء على الاستبداد والتطبيع هو الطرح السديد، في رأي حزبنا، لكي يستعيد الشباب المبادرة بدون أوهام، خصوصا وأن النظام المخزني غير مستعد للجواب الملموس والفوري على مطالب وتطلعات الشباب والشعب عامة، وهو ما أكده خطاب الملك الأخير في الدورة الافتتاحية للبرلمان.
– يؤكد حزبنا أن هناك قوى سياسية ونقابية وجمعوية حقيقية ومناضلة، لا يمكن اختزالها في «دكاكين» كما يحلو للبعض وصفها، بل هي قوى مناضلة ساهمت وساندت مختلف الحركات النضالية الشعبية، دون أن يكون هدفها استغلال نضالات جيل «زيد 212» لتحقيق مكاسب انتخابية ضيقة. بل إن بعضها، وفي مقدمتها حزبنا، ظلّ ثابتاً على موقفه المبدئي في مقاطعة كل المهازل الانتخابية، ويواصل نضاله بإصرار من أجل توحيد صفوف الشعب المغربي في مواجهة المافيا المخزنية التي تحتكر السلطة والثروة، وتشكل العائق الرئيسي أمام أي تغيير حقيقي يخدم مصالح الطبقات الشعبية.
– يشدد على أن القوى التقدمية والديمقراطية والحية مطالبة باستيعاب متطلبات الوضع النضالي للمجتمع وبوضع أرضية لدعم نضالات الحركة الشبيبية الصاعدة وللنضال الديمقراطي الشعبي على طريق بناء جبهة الطبقات الشعبية للتخلص من النظام المخزني راعي الاستبداد والفساد والافتراس.
2) بخصوص القضية الفلسطينية: يؤكد المكتب السياسي:
– أن العالم شهد منذ السابع من أكتوبر 2023 هزةً كبرى أعادت رسم موازين الوعي العالمي، وأبرزت من جهةٍ استمرار المقاومة الفلسطينية في دفاعها المشروع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وسعيها للقضاء على الاستعمار الصهيوني، وضمان حق العودة وتقرير المصير، وبناء الدولة الفلسطينية الموحدة العلمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس. كما أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع، التي فاقت كل المقاييس الإنسانية، جسّد تمسك هذا الشعب بأرضه ورفضه للاقتلاع أو الاستبدال بقطعان المستوطنين. هذا الصمود المذهل أبهَر العالم، وأيقظ الضمائر الحرة، وأطلق موجة تضامنٍ عالمي عارمة أجبرت الإمبريالية الأمريكية والغرب الرأسمالي على وقف العدوان مؤقتاً وطرح ما يُسمّى بـ«خطة السلام» المستنسخة من المبادرة التي سبق أن قدمها ترامب، في محاولةٍ لاحتواء التحولات التي فرضها نضال الشعب الفلسطيني وصموده البطولي.
– إن الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني وإيقاف الحرب على غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ما كان ليكون لولا صمود المقاومة واحتضان الشعب الفلسطيني لها ودعم أحرار العالم، لذا فهي انتصار غير هين يجب تعزيزه بالوحدة الوطنية الفلسطينية المقاومة وبالتشبث بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبحماية سلاح المقاومة الدرع الواقي من كل تراجع عن الالتزامات وبدعم الشعوب وأحرار العالم.
– أن الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني تجاهلَ الالتزامات ونقضَ القرارات والقوانين الدولية، لذلك تظلّ اليقظة والضغط والنضال على المستويين الدولي والوطني أمراً ملحّاً لفضح الجرائم الصهيونية. ويتطلب ذلك توسيع حملات مقاطعة التعامل مع هذا الكيان الفاشي، وتجريم التطبيع معه، والسعي الحازم إلى إسقاط كل أشكال التعاون معه نهائياً.
3) بخصوص العدوان الامبريالي الأمريكي على فنزويلا:
يدعم نضالات الشعب الفنزويلي وحكومته الوطنية ضد الحصار والتدخلات العسكرية الأمريكية وضد اليمين الفاشي الموالي لها بهدف السيطرة على موارد فينزويلا ومقدراتها الاقتصادية وخاصة البترولية، والتحضير للهجوم العسكري عليها بعد فشل الرهانات اليمينية الانتخابية والانقلابية بقيادة ودعامة الو.م.أ واستخباراتها، كما يأتي تتويج العميلة اليمينية العنصرية ماريا ماتشادو بجائزة نوبل في هذا السياق لتحضير البدائل الفاشية للحكم في فينزويلا.
إن حزب النهج الديمقراطي العمالي إذ يدين العدوان الامبريالي على الشعوب عامة فإنه يساند الشعب الفنزويلي في مقاومته للعدوان وللتدخلات الاستخباراتية الأمريكية لإجهاض السياسات الوطنية للحكومة الفنزويلية، ويدعو كذلك إلى أوسع تضامن أممي للقوى التقدمية ولأحرار العالم ضد العدوان الامبريالي الأمريكي على الشعب الفينزويلي وحكومته الوطنية.
الأحد 14 أكتوبر 2025
المكتب السياسي