من وحي الأحداث 382 : من أجل الحق في الشغل سقط شهداء النضال من أجل العيش الكريم
من وحي الأحداث 382
التيتي الحبيب
من أجل الحق في الشغل سقط شهداء النضال من أجل العيش الكريم
حلت يوم 27 أكتوبر الذكرى التاسعة لاغتيال المناضل كريم الحساني وهي المناسبة التي أحيتها الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بفرعها في بوعياش بزيارة قبره وإلقاء كلمة تجديد العهد على مواصلة النضال الذي استشهد من أجله هذا المناضل الشرس والمدافع عن حق أبناء شعبه في العمل والشغل الكريم. يوم 28 أكتوبر 2011 حلت أيضا الذكرى الرابعة لاستشهاد محسن فكري شهيد لقمة العيش المطحون في حاوية الأزبال بالحسيمة. ويوم 29 أكتوبر حلت أيضا الذكرى 55 لاغتيال المهدي بن بركة بباريس سنة 1965. يحيي الشعب المغربي تباعا هذه الذكريات الفواجع وكلها مرتبطة بعضها ببعض لأنها تصدر عن نفس يد البطش والاستبداد.
إن لرمزية ذكرى كمال الحساني ومحسن فكري أثر بالغ لأنها تهم شباب المغرب، هذه الثروة الثمينة التي ضيعها النظام وبددها، بينما هي كنز لا يعوض من أجل بناء رفعة وتقدم بلادنا. إن الحق في الشغل الكريم والمنتج مطلب يهم الشعب المغربي قاطبة، ولا تكاد تخلو مطالب كل عائلة مغربية بالشغل لأحد أبنائها أو أكثر. ومع جائحة كوفيد 19 ازداد المطلب إلحاحا لما نتج عن تفاقم البطالة وإغلاق عشرات الآلاف من الوحدات الإنتاجية وتسريح مئات آلاف العمال والعاملات.
سيكون مطلب محاربة الفقر الذي يهم أكثر من 20 مليون مواطنة ومواطن، وأهم طريقة لمحاربة الفقر هي إيجاد فرص الشغل القار والمنتج. ولأن الدولة استقالت عن واجبها هذا فإن الوسيلة الوحيدة أمام الفقراء والعاطلين هي النضال المتواصل والمزيد من التنظيم وحشد القوى ورص الصفوف. وأهم أشكال التنظيم هي بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للمتضررين على غرار الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين وباقي التنسيقيات. إنها أدوات خوض النضال وفرض المطالب، وعلى باقي القوى النقابية والسياسية المناضلة التعاون معها ودعمها وإمدادها لما تحتاجه من أجل توسعها وانتشارها وتشبيك صفوف المتضررين من الفقر والبطالة.
إننا في النهج الديمقراطي نعتبر أنفسنا وقواعدنا معنية مباشرة بحالة الفقر والبطالة، لأننا نعاني من آفاتهما ونحن منخرطون مبدئيا وعمليا في جميع التنظيمات المناضلة، ونسعى لتحمل مسؤولياتنا والنهوض بواجباتنا. ومن جهة أخرى نحن أيضا معنيون بمتابعة النضال من أجل كشف حقيقة الجرائم والاغتيال الذي تعرض لهما الشهيدين كمال الحساني ومحسن فكري وباقي شهداء لقمة العيش الكريم. إن المسؤولية الأولى والأساسية تقع على كاهل الدولة الظالمة وهذه جرائم غير قابلة للتقادم وسيقول فيها الشعب والتاريخ كلمة الفصل.