100 يوم 100 دوار أو الإعلان عن توظيف المال في الانتخابات
100 يوم 100 دوار أو الإعلان عن توظيف المال في الانتخابات
أطلق حزب الأحرار برنامجا سياسيا سماه “100 يوم 100 دوار”، وهو البرنامج المحمول على ظهر حافلة من الطراز الرفيع، مزوقة بشعار الحزب الحمامة واللون الأزرق. أينما حلت الحافلة، تحل معها حفلة – مؤتمر أو “الزردة” بمئات الموائد وآلاف “المزرودين”. هكذا يفهم أخنوش السياسة وهكذا يمارسها.
إنه يقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها؛ يطلب من الحاضرين الالتحاق بحزبه أو مساندته أو الوقوف بجانبه لما يستدعيهم لذلك. السياسة عند أخنوش هي أولا وجبة غذاء باذخة، ثم خطاب يلقيه أحد قادة الحزب، يفرق فيه الوعود الكاذبة مثل ما وعد به محمد اوجار في أحد لقاءاته بالجالية في الخارج، لما ادعى بأن المغرب بعد 2021 سيصنع السيارة المغربية شريطة أن يربح الأحرار الانتخابات.
حملة الأحرار حملة انتخابية سابقة لأوانها، والكل يرى ويسمع ولا من يحتج أو يستنكر. وزارة الداخلية تلتزم الحياد، والأحزاب الأخرى لم يسمع لها استنكار أو تنديد، لأنها بدورها تقوم بنفس الأمر لكن بطريقتها وبحجم إمكانياتها.
المثير للاستغراب، هو أننا نقرأ ونسمع البعض يدافع على المشاركة في الانتخابات، بل منهم/ن من ينعت من يرفض المشاركة بارتكابه خيانة الوطن. هل يستطيع هؤلاء إقناع قواعدهم بسدادة خوض الصراع مع أمثال أخنوش وكل المفسدين، وإمكانية الانتصار عليهم في معركة حصد الأصوات؟ هل يعقل قبول الانخراط في لعبة مغشوشة ومعروفة النتائج مسبقا؟ إن السكوت على قافلة أخنوش هو تطبيع مع الإفساد السياسي وقبول نتائجه.
إذا كانت الأحزاب المتعودة على الفساد والإفساد قد قبلت بقافلة أخنوش، فإن جموع المواطنات والمواطنين الذين قاطعوا مهزلة الانتخابات زادت قناعتهم وسدادة موقف المقاطعة، والذي سيكون غير مسبوق في مناسبة إنتخابات 2021.
إنها تعتبر هذه الممارسة جزء من احتقار المواطن والمواطنة وتسفيه لصوتهما.
من جهة ثانية، لا بد من طرح سؤال لماذا سمحت الدولة بهذه القافلة؟ نعتقد أنها فعلت ذلك لأنها لا تملك حلا آخر لحشد الدعم لما يخطط له المخزن. سمحت بذلك لتبعث برسالة إلى الأحزاب والمواطنين، تقول بأن اختيارها رسي على حزب الأحرار في تولي الموقع الأول في البرلمان والحكومة لما بعد 2021. رسالة ستترتب عليها انعكاسات على البيجيدي كحزب وكقاعدة انتخابية. إن هوى المخزن يسير نحو أخنوش وحزبه، وطبعا هناك من يلتقط مثل هذه الرسائل ويسير على هديها.
مرة أخرى تساهم الدولة المخزنية في تسفيه الانتخابات المقبلة. مرة أخرى تساهم نفس الدولة الاستبدادية في الرفع من نسبة المقاطعة، لأن القناعة تزداد رسوخا بصورية الانتخابات وزيف الديمقراطية المطبقة.