الحركة الطلابية المغربية مغيبة سياسيا
الحركة الطلابية المغربية مغيبة سياسيا.
احيت فصائل طلابية مغربية ومعها القوى المناضلة الذكرى 48 لحظر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. فما هي شروط هذه الذكرى اليوم؟ ما هي الأفاق؟
تعيش الجامعات المغربية على وقع انهيار التعليم العمومي وفشل المنظومة التعليمية في توفير التكوين والتأطير الذي تستوجبه متطلبات سياسة تعليمية تخدم تقدم شعبنا وحتمية خروجه من دائرة الجهل والتخلف. التعليم الجامعي لم يعد قادرا على تحمل مسؤولية تخريج الاطر التي ترفع راية التغيير والثورة على الظلم والتخلف والجهل. التعليم الجامعي ينتج الشباب العاطل والمعطل، شباب اغلقت في وجهه ابواب المستقبل. الغالبية الساحقة من طلاب وطالبات تجد نفسها مسحوقة تحت عجلة الازمة البنوية لنمط انتاج الرأسمالية التبعية ببلادنا ولا ترى من مخرج لها الا بالبحث عن طوق نجاة فردي. هذا هو السبب العميق في موت الحركة الطلابية ببلادنا او في احسن الحالات احتضارها وانحصارها في بعض ردات الفعل يقوم بها فصيل هنا او هناك؛ لكنها ردات فعل لا تتجاوز اسوار الكلية وما بالك ان تعم الموقع الجامعي ناهيك ان تنتشر الى جميع الجامعات على امتداد الخريطة الجغرافية. الجماهير الطلابية تفتقر لتنظيمها الطلابي الذي يوحدها حول القضايا الاساسية النقابية والثقافية والاجتماعية التي تهمها كجماهير طلابية هذا اولا كما انها محرومة من فرصة توحيد معاركها مع نفس الجماهير الطلابية في مختلف الجامعات. مسالة التضامن الطلابي الذي كان مكسبا بالأمس اصبح مستحيلا او شبه مستحيل اليوم وذلك بفعل التشتت الفصائلي وبسبب غياب الاطار النقابي الموحد.
للنظر الى الافاق وجب الاهتمام بتاريخ الحركة الطلابية قصد الاستفادة من ايجابياته وتجنب السلبيات وهو تاريخ مجيد بالمكتسبات لان الحركة الطلابية المغربية حافظت على لحمتها مع نضالات الجماهير الشعبية وبنت جبهة نضالية قوية حمت الحركة الطلابية من بطش نظام مستبد وقوت الحركة الجماهيرية التي بدورها انتزعت مكتسبات مهمة للغاية هذا اولا ثانيا على الفصائل الطلابية والقوى المناضلة ان تستفيد من تجارب الحركات الطلابية المغاربية في الجزائر وتونس وفي مناطق اخرى من العالم. ان تجارب هذه الحركات الطلابية تبين انها في صلب الصراع الطبقي ببلدانها وتحتل المكانة والمقام الذي عليها ان تحتله بلا زيادة ولا نقصان.