الشعبوية وخطاب الديماغوجية حول الدولة
الشعبوية وخطاب الديماغوجية حول الدولة
“لنكن قادرين على اظهار ان الطبقة العاملة تجسد الدولة، تجسد الدستور، تجسد السيادة. امام النخب المسيطرة التي تعتقد ان الدولة لهم… لا الدولة هي للناس العادية.” بابلو اجليسياس زعيم بوديموس في حملته الانتخابية.
كلام لا علاقة له بالسياسة كعلم بل هو الغوغاء والتحريض الديماغوجي وزرع الاوهام في صفوف الطبقة العاملة لجعلها تعتقد ان الدولة فوق الطبقات ويمكن للدولة الاسبانية ان تصبح في خدمة مصالح الطبقة العاملة فقط بصناديق الاقتراع.
إن ينهزم صاحب هذا الكلام فإن ذلك يعتبر نصرا للسياسة كعلم، إنه إعادة الاعتبار للاشتراكية العلمية كنظرية التغيير الثوري.
لقد سقطت الشعبوية اليسارية في احد نماذجها التي رعتها شانطال مووف ونظر لها ارنيستو لاوكلو.
أن تنهزم الشعبوية اليسارية، فهو سقوط مدوي لفكر ما بعد الماركسية ولجميع الذين اعلنوا تخليهم عن الضرورة التاريخية لتحول الطبقة العاملة كطبقة لذاتها تقوم بالثورة الاشتراكية تحت قيادة حزبها، وهو هيأة اركان، يوجهها في خوض الصراع الطبقي. لقد افلست جميع هذه المراجعات المرتدة عن الدور التاريخي للطبقة العاملة قطب التناقض الاساسي في نمط الانتاج الرأسمالي. انها تجسد القطب الاساسي في التناقض بين الرأسمال والعمل المأجور؛ هذا التناقض الذي يجد حله في اسقاط دولة الرأسمال كتعبير عن التغيير الضروري في علاقات الانتاج التي دخلت في تعارض تناحري مع المستوى الذي بلغه تطور قوى الانتاج.
هذه الحقائق هي ما يغطي عليها الشعبويون، لأنهم ينشرون الافكار المشوشة عن الدولة القائمة في المجتمع الرأسمالي انهم يبثون الوهم عن حيادها كجهاز يمكن الاستيلاء عليه لإستعماله من طرف الطبقة العاملة.
إن السقطة الحالية للشعبوية اليسارية في اسبانيا تقدم الدرس البليغ للشيوعيين هناك، انها تدفعهم للانتفاض على أوضاعهم والتقدم لتحمل المسؤولية التي تنتظرهم في التجدر في الطبقة العاملة وتوحيد صفوفها في العمل النقابي والتدخل السياسي في القضايا العامة التي تهم مجمل الطبقات الشعبية وكلما تقدموا في هذا المجال كلما تقدمت الطبقة العاملة نحو الموقع القيادي للصراع الطبقي وانجاز الثورة الاجتماعية واسقاط الدولة البرجوازية وإقامة سلطة ودولة البروليتاريا.