الحق يجعل من السلاح التكتيكي سلاح حسم الحرب
الحق يجعل من السلاح التكتيكي سلاح حسم الحرب
تحت جميع الظروف ولما يحصل الاشتباك المباشر الكتف على الكتف والحافر على الحافر يفقد السلاح الاستراتيجي قيمته ويصبح السلاح التكتيكي هو الحاسم. ان الأساسي في المسالة، أن المدية او الخنجر او حتى الحجرة ليست هي الحاسمة في الموضوع، بل شدة القبضة وعزيمة الامساك بهذا السلاح التكتيكي هي التي تحوله الى سلاح يحسم المعركة. بالنهاية، يصبح الموضوع، هو الايمان بعدالة القضية وبواجب خوض الاشتباك المباشر، وهذا ما يثبت القدم في الارض ويهدأ من روع القلب والفؤاد.
لعل الكلام اعلاه ليس الا بديهيات يعرفها الجميع لكن غالبا ما لا توضع في الحسبان عند التخطيط للمعارك. اعتقد هناك قلة من القادة من ابدعوا في هذه الامور ومن هؤلاء القادة ماوتسي تونغ وهوشي منه وجياب وعبد الكريم الخطابي وبكل تأكيد قادة فلسطينيون افذاذ. ان الهبة الفلسطينية الجديدة الدائرة رحاها في هذه الايام من بداية شهر ماي 2021 نبشر بامكانية تطبيق هذا الاشتباك مع الكيان الصهيوني المتغطرس لامتلاكه اكبر ترسانة حرب في المنطقة يمكنها ان تمحي بلدانا من على الخريطة. لقد بنى العدو كل استراتيجيته على قاعدة عزل من يعتبرهم اعداءه وراء الجدران حتى يتسنى له توظيف سلاحه الاستراتيجي لقتاله. هذا ما طبقه في حق غزة ولبنان وسوريا…وقد حقق نتائج مكنته من عقد اتفاقيات الهدنة مع هذه الاطراف واكتسب مهلة اعادة ترتيب اوضاعه والحفاظ على استمرار الكيان وحتى توسعه.
لكن هذا التفوق الاستراتيجي يمكن ان يهزم لما تتغير معطيات الحرب والاشتباك. وفي قلب هذه المعطيات هو حصول الاشتباك في فلسطين 48 أي في المدن والبلدات التي تقطنها قطعان المستعمرين المستوطنين المرتزقة والذين تم جلبهم من خارج قلسطين. كل واحد او واحدة من هؤلاء لا زال يحتفظ بجنسيته الاصلية او له اكثر من 3 جنسيات. فتحويل ساحة المعركة في هذه الرقعة تفقد الكيان القدرة على استعمال سلاحه الاستراتيجي وتفرض عليه تطبيق قواعد الاشتباك عن قرب تستعمل فيه الاسلحة التكتيكية وستكون الغلبة والنصر للقناعات والإيمان بهدف المعركة. ساعتها ستتغير طبيعة المعركة رأسا عن عقب لما يشتبك شعب فلسطين بالعدو في كل حارة وفي كل بيارة، ساعتها ستكون الغلبة لأصحاب الحق والهزيمة للمستوطنين الغزاة.