بيان الذكرى 51 لتأسيس المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية “إلى الأمام”

بيان الذكرى 51 لتأسيس المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية “إلى الأمام”

بيان الذكرى 51 لتأسيس المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية “إلى الأمام”

نضال مستمر لأكثر من نصف قرن من أجل بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية

في 30 غشت 2021 نحيي الذكرى 51 لتأسيس المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية “إلى الأمام”.

تحل هذه الذكرى والنهج الديمقراطي، كاستمرارية فكرية وسياسية للحركة الماركسية-اللينينية المغربية، وخاصة منظمة “إلى الأمام”، مقبل على الإعلان، في مؤتمره الوطني الخامس، عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة الذي شكل الهدف الأساسي لهذه الحركة.

إن تشبث النهج الديمقراطي واستماتته في إنجاز هذه المهمة، كمهمة مركزية وآنية، تجسيد لمدى وفائه للطموح والآمال الثورية التي مثلتها منظمة “الى الامام” وللتضحيات التي قدمتها ولأرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل هذا المشروع العظيم: القائد عبد اللطيف زروال والشهيدة سعيدة المنبهي والشهيد أمين التهاني مع كوكبة أخرى من الشهداء. إن ذلك ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لقيم الصمود، ليس فقط في مواجهة القمع، بل أساسا، في الساحة النضالية وفي مواجهة الانحرافات والتراجعات، والتفاني في خدمة الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها العمال والكادحون، التي تربى عليها مناضلاتها ومناضلوها وللقطائع التي أحدثتها هذه المنظمة العتيدة، على المستوى الايديولوجي والسياسي والتنظيمي، مع الاصلاحية والتحريفية والبلانكية ولاسترجاع الروح الثورية للماركسية. ورغم مرور أكثر من نصف قرن، لا زالت هذه القطائع تحتفظ براهنيتها. كما لا زالت الروح الثورية متقدة.

فبعد الحملات القمعية التي شنها النظام ضد الحركة الماركسية-اللينينية المغربية، في سبعينات القرن الماضي، والتي أدت إلى شبه اجتثاثها، لم تستسلم منظمة “إلى الأمام” وخاضت تجربة جديدة بناء على تقييم تجربتها السابقة. وفي أوج الهجوم الكاسح الذي شنته الامبريالية ضد الشيوعية والاشتراكية والماركسية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وما رافقه من تراجعات للعديد من القوى الماركسية، تم تأسيس النهج الديمقراطي الذي اعتبر مهمة بناء الاداة السياسية للطبقة العاملة مهمته المركزية وتشبث بالماركسية، كمنهج للتحليل ونظرية للتغيير الثوري، خاضعة للتطوير المستمر على ضوء التطور العلمي والممارسة العملية.

لقد استطاع النهج الديمقراطي، خلال مسيرته، أن يغني خطه السياسي والفكري، مستفيدا من اجتهادات مناضلاته ومناضليه. هكذا، بلور مفهوم السيرورات الأربعة المترابطة والمتكاملة واعتبر أن التقدم في إحداها يساعد على التقدم في الأخريات، مع التأكيد على أن سيرورة بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين تلعب دورا حاسما في التغيير الوطني الديمقراطي الشعبي ذي الافق الاشتراكي. وأعطى أهمية بالغة لسيرورة بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية، وخاصة الكادحة، وفي مقدمتها نقابات الشغيلة التي يعمل على أن يتمفصل نضالها مع نضال الطبقة العاملة وباقي الكادحين ولسيرورة بناء جبهة الطبقات الشعبية التي تعبر عن وحدة الشعب المغربي في نضاله من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي. كما يساهم، انطلاقا من تشبعه بقيم الأممية البرولتارية، في بناء الأممية الماركسية المنشودة. لقد طور النهج الديمقراطي تصوره للدولة المغربية المستقبلية انطلاقا من خصوصيات بعض المناطق. الشيء الذي يستوجب التعامل الديمقراطي معها وإعطاءها اكبر قدر من التسيير الذاتي في إطار مغرب فيدرالي.

وطرحت حركة 20 فبراير المجيدة راهنية التغيير في بلادنا: طبيعته ومراحله والتحالفات التكتيكية والإستراتيجية وأدوات وأشكال النضال. كما تبين الدور الحاسم الذي لعبته الطبقة العاملة في رحيل بن علي ومبارك، في حين أن ضعف أو غياب حزب الطبقة العاملة في هذين البلدين مكن البرجوازية من إجهاض السيرورة الثورية إلى حين. فجاءت مقررات المؤتمر الوطني الرابع للنهج الديمقراطي في يوليو 2016 لتدقق استراتيجية التغيير في بلادنا، خاصة من خلال طرح العمل على بناء جبهة ديمقراطية يشكل اليسار عمودها الفقري وجبهة ميدانية تشارك فيها سائر القوى الديمقراطية والحية المناهضة للمخزن ولتؤكد عزم النهج الديمقراطي الإعلان عن تاسيس حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين في المؤتمر الوطني الخامس.

إن بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين يتطلب الاستفادة من إرث الحركة الماركسية-اللينينية، وخاصة اسهامات لينين الذي كان له الفضل في وضع الأسس الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب البلشفي الذي قاد أول ثورة اشتراكية منتصرة. وفي هذا الإطار، فإن الحزب الذي نبنيه تحت نيران العدو نريده أن يشكل هيئة أركان الطبقة العاملة في صراعها ضد الكتلة الطبقية السائدة المشكلة من البرجوازية التبعية وملاكي الأراضي الكبار التي تتوفر على هيئة أركانها (الدولة المخزنية) وأجهزة هيمنتها المختلفة، مما يستوجب تصليب التنظيم وتسليح المناضلين(ات) سياسيا وايديولوجيا للتصدي لزوابع احتداد الصراع الطبقي والمهام التي يتطلبها، حزب قادر على استشراف المستقبل والجواب على القطائع الفجائية المرتبطة بتطور نوعي للنضال الشعبي( المفهوم اللينيني للوضع الثوري)، حزب يرتكز إلى المركزية-الديمقراطية والقيادة الجماعية والنقد والنقد الذاتي، حزب ينصهر وسطه المثقفون الثوريون الماركسيون مع طلائع العمال والكادحين ويستمد جماهيريته من التفاف جموع العمال والفلاحين الفقراء والصغار وكادحي الأحياء الشعبية حولهم.
إن النهج الديمقراطي واع بجسامة المهام التي يتطلبها هذا المشروع العظيم. ولذلك، لن يتوقف عن الدعوة لتوحيد الماركسيين(ات) وعن طرح مبادرات وحدوية والاستجابة لمبادرات تسير في نفس الاتجاه.
إن الهزائم التي تلقتها الامبريالية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أن المستقبل لتحرر الشعوب. فلنساهم، بقوة، في بناء جبهة الطبقات الشعبية. كما أن فشل الرأسمالية، على المستويات الاقتصادية (أزمة 2008 التي لا زالت مستمرة إلى الآن) والاجتماعية (تكثيف استغلال الطبقة العاملة وتعميق هشاشة الكادحين وتفقير الطبقات الوسطى) والسياسية (أزمة “الديمقراطية” البرجوازية) والايديولوجية (أزمة النيولبرالية) والبيئية (التدمير المتصاعد للبيئة بسبب جري الرأسمالية وراء الربح الأقصى والسريع) والقيمية والتي عمقتها جائحة كوفيد-19، يبين أن نظاما تحرريا، عادلا ومحترما للطبيعة أصبح ضرورة حيوية لاستمرار الحياة فوق الأرض. إن مسئولية الطبقة العاملة، باعتبارها الطبقة النقيض للرأسمالية، جسيمة. فلتهب الطلائع العمالية والقوى الثورية الماركسية المغربية إلى العمل والنضال من أجل بناء أدوات تحرر الطبقة العاملة والإنسانية جمعاء (حزب الطبقة العاملة المستقل والنقابة التي تخدم مصالحها).

الكتابة الوطنية
الرباط 28 غشت 2021