الأنظمة الرجعية في تسابق وتنافس حول التطبيع المذل
الأنظمة الرجعية في تسابق وتنافس حول التطبيع المذل
زار بلادنا وزير الحرب في الكيان الصهيوني في اطار استكمال مسلسل التطبيع في حلقاته الجديدة. تميز التطبيع في عهد الحسن الثاني بالسرية ومن خلال اجهزة مكلفة بذلك لكن تاخذ اوامرها من دائرة ضيقة ومغلقة يشرف عليها رئيس الدولة مباشرة وابتدأ مسلسل التطبيع بالسماح للحركة الصهيونية باستقطاب الجنود وجحافل المستوطنين للأراضي الفلسطينية من المجموعات اليهودية المغربية ومن جهة اخرى سلك النظام المغربي طريقة مختلفة في التطبيع مع الكيان الصهيوني وهي تدشين علاقات تعاون بين الاجهزة البوليسية والاستخباراتية بعيدا عن الاعين وعلى المستوى الاعلامي الشعبي والرسمي سهر النظام المغربي على تسويق وجه اخر نقيض بالمشاركة عبر كتيبة من الصباط والجنود ارسلهم للجولان للمشاركة في الحرب مع النظام السوري وفي ذات الوقت اظهار الاهتمام بالقدس وترؤس لجنة القدس مما مكنه من لعب دور الوساطة بين الكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية وتنظيم لقاءات بارض المغرب. مقابل هذه الخدمات حصل النظام على خدمات الصهاينة بدءا برأس المهدي بن بركة على طبق من الفضة ودعم اللوبي الصهيوني في امريكا واوروبا الغربية بالإضافة الى عقد صفقات السلاح والخبرة التجسسية على المعارضة السياسية ببلادنا.
لم يتغير جوهر موقف النظام في ما سيسمي بالعهد الجديد من موضوع التطبيع لكته سيتعمق ويتوسع اكثر ليخرج من دهاليز الأجهزة السرية الى العلن المستفز لمشاعر الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية بل يعتبرها من صميم عقيدته الدينية وذلك منذ القرن 12. قبل الوصول الى هذا المستوى بادر النظام الى اشاعة فك الارتباط مع القضية الفلسطينية بتجميد انشطة لجنة القدس وباشاعة خطاب تازة فبل غزة مع السماح بالانفتاح الاقتصادي والصناعي والزراعي على التجربة الصهيونية وصولا للتطبيع الثقافي وبعث الوفود المختلفة من صحفيين واساتذة جامعيين وفنانين وافراد ممثلين لجمعيات المجتمع المدني وعلى راسها بعض النتسبين للحركة الامازيغية في شقها الرجعي الشوفيني المتخلف.
في السنوات الاخيرة وبقيادة ادارة ترامب تم اعتماد التطبيع مع الكيان الصهيوني كراس الرمح لمحاربة امتداد السيرورة الثورية التي اندلعت بالمنطقة. حدث التحالف بين الأنظمة الخليجية بقيادة السعودية وفي تحالف مع الكيان الصهيوني وتزكية امريكة فكانت ما سميت بصفقة القرن تم فيها التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوتي وشاركت بعض الجيوش العربية مع الجيش الصهيوني في المناورات او في الحرب على اليمن. بالنسبة للنظام المغربي السباق للتطبيع لن يقبل ان يكون في مؤخرة المطبعين ولذلك اطلق هذه الموجة الجديدة والغير المسبوقة حتى في الشرق فعقد مع وزير الحرب تفاهمات عسكرية وامنية تربط رسميا وعلنيا الأجهزة العسكرية والمخابراتية بعلاقات التعاون القوي ولمصلحة الطرفين.