نحو وحدة نضالية وتحقيق الثورة الشعبية
كلمة الميدان:
نحو وحدة نضالية وتحقيق الثورة الشعبية
بينما تستمر الطغمة الحاكمة في انتهاكاتها ضد المواكب السلمية بعنف وحشي وقمع دموي لا مثيل له، تواصل جماهير شعبنا نضالها العاتي السلمي من أجل دحر وهزيمة الانقلاب وإقامة السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة، وشهدت شوارع العاصمة والعديد من مدن السودان أول أمس 30 يناير مواجهات بين جماهير الثوار والترسانة العسكرية الفتاكة، وارتكاب المزيد من الجرائم منذ انقلاب 25 أكتوبر مما أدى إلى استشهاد 79 ثائراً.
في غضون ذلك تحاول الطغمة الحاكمة التغطية على جرائمها البشعة بالحديث والخديعة عن إجراء حوار مزيف يضمن لها البقاء في السلطة، سياسة الهروب إلى الأمام التي دأبت عليها سلطة الانقلاب وتفادي مواجهة المشاكل الحقيقية التي تهدد الوطن من جراء تمسكها وكنكشتها على السلطة، مقترحة على لسان أحد قادتها بأن الحل يكمن في إجراء انتخابات مبكرة، وهو نفس الطرح الذي ظلت تقدمه السلطة الإنقلابية منذ إقدامها على ارتكاب مجزرة فض الاعتصام في 2019م.
لقد وصلت الجماهير الثائرة وفرقتها المتقدمة إلى درجة من الوحدة النضالية والجسارة في مواجهة السلطة الحاكمة، إلى مستوى فرض فشل السلطة في الحكم فلجأت إلى العنف الوحشي كوسيلة وحيدة للبقاء، وتمسكت بسلطة تنزلق بمرور الأيام بين أصابعهم الملوثة بدماء الشرفاء. إن الوحدة التي بدأت في الشوارع وبالنضال المشترك للجماهير، وبدعوات من لجان المقاومة وقوى ثورية ووطنية متعددة، والتصعيد الجماهيري المستمر والذي وجد صداه في العديد من المبادرات الجادة وسط القوى الحية، لا بد أن يصل إلى ترجمة هذه الوحدة في شكل وثيقة نضالية واحدة تعبر عن المطالب الأساسية للثوار، وتلتف حولها بجانب القوى الحية وفرقها الثورية الجماهير القفيرة لتسديد الضربة القاضية وإزالة الحكم الدكتاتوري.
إن تباشير هذه الوحدة النضالية لم تنعكس فقط في المواثيق المقدمة، بل وكذلك في بداية تكوين المجالس الثورية على مستوى المدن والأقاليم، ومن هنا يبدأ البناء الشعبي حيث تلعب قوى الثورة الوطنية الديمقراطية الدور الرائد في عملية التجميع والتنظيم والتعبئة، وتبني قنواتها في الاتصال المباشر مع أوسع القواعد الجماهيرية، لبناء الجسم الواسع والعريض لهزيمة أعداء الثورة وبناء السلطة الشعبية.
الهدف بناء المركز الموحد لقيادة الثورة.
هذا وحده لا يكفي من المهم الاستفادة من تراكم النضال الجماهيري ومشاركة القوى الحية منذ يناير 2018، هذا النضال الذي استند على تأييد الملايين من داعمي الثورة والتغيير، إن تجاوب غالبية شعبنا مع ثورة ديسمبر أتى نتيجة توفر أجواء الثقة، ومشاركة الأغلبية العظمى من أبناء وبنات شعبنا، كل حسب موقعه وحسب إمكانياته الثورية في مواجهة حكم جماعة الأخوان المسلمين وإزاحة رأس النظام، والآن وجماهيرنا تعيش مأساة حكم الطغمة العسكرية، ومع تراكم الوعي الثوري ستتوفر إمكانات أوسع للتغير الجذري والثورة الشعبية.
المجد والخلود لشهداء الثورة..
الخزي والعار للقتلة..
والنصر لشعبنا..