النهج الديمقراطي: كل الدعم للفلاحين الكادحين
النهج الديمقراطي
الكتابة الوطنية
كل الدعم للفلاحين الكادحين والجماهير القروية ببلادنا،
في مواجهة آثار الجفاف وتداعيات السياسات الفلاحية الطبقية خادمة ملاكي الأراضي الكبار
والمسؤولة عن نهب الأراضي الفلاحية واستنزاف الثروة المائية
يتابع النهج الديمقراطي بقلق واستياء بالغين تفاقم أوضاع البادية المغربية والفلاحين الكادحين، نتيجة للانحسار القياسي للتساقطات المطرية وبفعل تفاقم تأثير الاختيارات الفلاحية الطبقية التي فرضها وكرسها المخزن مند الاستقلال الشكلي، والتي أدت الى تعميق بؤس القرويين نساء ورجالا وتفقير الفلاحين الكادحين واستنزفت احتياطي البلاد المائي وعمقت اختلال الميزان التجاري الفلاحي بشكل غير مسبوق وكرست تبعية بلادنا لأسواق الغداء الدولية. كما يتابع النهج الديمقراطي عن كتب تهافت الدعاية الرسمية لبرنامج مواجهة آثار الجفاف الذي تم إعداده لدر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن طبيعة الأزمة في العالم القروي وربطها بالتحولات المناخية فقط، للتغطية على جرائم الاستنزاف البشع للفرشة المائية وتهديد التنوع البيولوجي الفلاحي المحلي والاستحواذ على أراضي الدولة الفلاحية والاستيلاء على الأراضي السلالية وهدر ونهب ملايير الدراهم سنويا في شكل استثمارات عمومية وإعانات وقروض استفاد منها ملاكو الأراضي الكبار والشركات الفلاحية متعددة الاستيطان، أزمة سببها جر الفلاحة المغربية لخدمة السوق العالمية والتوازنات المالية بما يخدم مصالح الكتلة الطبقية السائدة وفق املاءات الدوائر المالية العالمية.
وعليه فإننا في النهج الديمقراطي:
نعبر عن إدانتنا لاستمرار نفس الاختيارات المخزنية التي ألحقت ضررا بالغا بالفلاحة المغربية والفلاحين الكادحين وعمقت أزمة العالم القروي ببلادنا، ونطالب بالتخلي عن النموذج الفلاحي المرتكز على الفلاحة التصديرية التخريبية، وتعويضه بنموذج يرهن السياسات الفلاحية بحاجة بلادنا لتحقيق سيادتها الغذائية وبضرورة حماية مواردنا المائية وببناء عالم قروي تسوده الكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان بكل ابعادها.
نطالب الدولة بالدعم المالي المباشر للفلاحين الكادحين لضمان عيش أسرهم في ظل الجفاف والارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية والبذور والاسمدة والمحروقات ووسائل الإنتاج الاخرى، وبتعويضهم عن خسائرهم وإعفائهم كليا من تسديد القروض ودعمهم لاستئناف نشاطهم في الموسم الفلاحي المقبل.
ندعو عموم الفلاحين الكادحين نساء ورجالا لبناء وتقوية تنظيماتهم الذاتية المستقلة وفي مقدمتها النقابات الفلاحية ونهيب بالقوى التقدمية لتحفيز ودعم نضالات الفلاحين وجماهير القرويين من أجل فرض اختيارات فلاحية شعبية تشكل أساسا صلبا لتحقيق التنمية القروية الفعلية وتضمن السيادة الغذائية لبلانا في اطار اصلاح زراعي شامل يضمن للفلاحين المعدمين والفقراء وللفلاحين الكادحين عموما حقهم في الأرض والموارد الطبيعية ويحدد الحد الأقصى لملكية الأرض وينزع الأراضي التي لا تقوم بدورها الاجتماعي ويشجع الفلاحة العائلية والتعاونية ويجعلها العمود الفقري للإنتاج الفلاحي؛ سياسة فلاحية وطنية مناهضة لهيمنة الاحتكار والشركات متعددة الاستيطان وتنهي ما يسمى “اتفاقيات التبادل الحر” باعتبارها أدوات سياسية واقتصادية بيد الامبريالية لإدامة سيطرتها على مقدرات شعبنا.
وفي الختام يؤكد النهج الديمقراطي أن إنهاء التبعية الغذائية وفرض الاصلاح الزراعي المنشود والنهوض بأوضاع العالم القروي رهين بتعبئة وتنظيم الفلاحين الكادحين وبتحالفهم الاستراتيجي مع الطبقة العاملة في النضال إلى جانب كافة الفئات المهمشة والمقصية من أجل التخلص من النظام المخزني والهيمنة الامبريالية وسيطرة الكتلة الطبقية السائدة وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية بأفق اشتراكي.