بيان الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش

بيان الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش


كفى من العبث والاستهتار بحياة المواطنين ولتتحمل الدولة مسؤوليتها في هدا الدمار

في اجتماعها العادي يوم الثلاثاء 25 غشت 2020 وعبر تقنية التواصل عن بعد، تداولت الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش الوضع الصحي بالمدينة على ضوء المعلومات والمعطيات التي تعيش على وقعها المدينة الحمراء جراء التفشي الواسع للجائحة والانهيار المدوي لمنظومة صحية نخرها الفساد لعقود خلت نجني اليوم تبعاتها المرة، حيث يعيش المواطن يوميا خطر الإصابة والموت. فرغم ما كابده المواطنون وما يكابدون في ظل الحجر وحالة الحصار الغير معلن من ويلات أهدرت حقهم في السلامة والكرامة والحياة… وعلى الرغم من كل الاحتجاجات التي بحت بها أصوات الأطقم الصحية المرابطة وسط هذا الدمار وهي ترفع مطالب عادلة لا تتجاوز حد ضمان الحق في العمل في شروط إنسانية لائقة وكذا الحق في الاستفادة من خدمات صحية في المستوى المطلوب… ورغم تعالي أصوات القوى الديمقراطية المناضلة بالمدينة منبهة ومحذرة منذ بداية الجائحة وإلى اليوم مخافة انفلات الوضع الصحي،إلا أن ما أنتجه كرنفال الزيارات الرسمية لم يتجاوز كونه جعجعة إعلامية لتسويق الوهم واحتواء الاحتقان والغضب في صفوف شغيلة الصحة.

لقد أعلنت زيارة الوزير عن حزمة من الإجراءات لانقاد الوضع المأزوم في المدينة وأطلقت الوعود في كل الاتجاهات إلا أنه وبعد مرور قرابة الأسبوع لم تظهر لحد الساعة أية علامة تفيد تغير الوضع المنهار للمؤسسات الصحية ولا تغير حال العاملات والعاملين في القطاع،و الأدهى من ذلك ان وضع الجائحة في المدينة عرف تفاقما مريعا زاد من قسوته الأسلوب الرسمي واللامسؤول مع ضحايا الجائحة سواء منهم الذين يتابعون العلاج في المستشفيات أو الذين يخضعون لبروتوكول العلاج المنزلي، فلا غرابة في السبق على المستوى الذي تحققه المدينة من حيث عدد الوفيات.

إننا في الكتابة المحلية للنهج الديمقراطي بمراكش إذ نقف على هذا الوضع المأساوي وعلى ما يترتب عنه من تداعيات خطيرة لا يسعنا إلا أن:

 نطالب بالاستجابة الفورية لكل مطالب الأطر الصحية العادلة والمشروعة وعلى رأسها التعويض عن الأضرار وتكفل الدولة عند الإصابة. نحمل المسؤولية كاملة لكل المسؤولين عن القطاع في كل ما ستؤول إليه الأوضاع في القادم من الأيام.

 نجدد التحذير مرة أخرى بأن الوضع الصحي بمراكش ينبئ الآن وهنا بكارثة غير مسبوقة قد لاتكفي معها كل الإجراءات وقد يتحول الوضع في أية لحظة إلى حالة من الانفلات التام.

 نؤكد للمرة الألف على أن الحاجة ماسة أكثر من أي وقت آخر لتأهيل المؤسسات الصحية بالمدينة وإنقاذها من الاحتضار وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية اللازمة وبالقدر المطلوب، كما أن الحاجة ماسة أيضا إلى الموارد البشرية الكافية وترشيد توظيفها لمواجهة الجائحة.

 ندعو إلى العمل الفوري وبدون مماطلة على تحديث وتجهيز مستشفى ابن زهر وفتح الجناح المغلق بمستشفى ابن طفيل وتشغيل المستشفى الميداني وتهيئ المراكز الصحية للقرب للعب دورها في الكشف عن الوباء إضافة إلى تتبع ومراقبة بروتوكول العلاج بالمنزل وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية اللازمة والكافية لانقاد الأرواح وتوفير ما يكفي من الموارد البشرية وتمكينها من كل الوسائل اللازمة والضرورية.

 نطالب باعتماد أسلوب سليم في معالجة النفايات الطبية وفق معايير تحترم سلامة البيئة والإنسان.

 نستنكر تهافت الخطاب الرسمي حول الأزمة واستغرابنا الشديد من طريقة تعامل المسؤولين وعدم جدية التدابير المعلن عنها على لسان الوزير يوم الأربعاء 19 غشت 2020، وتخلف وتباطؤ المسؤولين المحليين عن القطاع في حماية المواطنات والمواطنين.

 نرفض بشدة طريقة تعامل المسؤولين عن قطاع الصحة مع مرضى كوفيد19 الذين يتابعون العلاج في مستشفى ابن زهر خاصة، حيث تم تسريح العديد منهم بدون إجراء اختبار pcr للتأكد من شفائهم التام ودعوتهم إلى استكمال العلاج بمنازلهم ونعلن استنكارنا لهذا الأسلوب اللامسؤول الذي يسعى في تقديرنا إلى التخلص من المرضى وبالتالي المساهمة في نشر الوباء وتعريض الأبرياء للخطر.

 ندين الأسلوب الذي تم التعامل به مع مجموعة من المرضى الذين غادروا المستشفى ولم تمكنهم المصالح المسؤولة من شهادات طبية تحفظ حقوقهم المهنية والصحية خصوصا بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص ونتساءل عن الهدف من هذا الإجراء.

 ندعو الجميع إلى تحمل كامل المسؤولية لإخراج مدينة مراكش من هذا الوضع الصحي السيئ وندعو إلى فسح المجال أمام كل الطاقات الكفيلة بالمساهمة في محاربة الجائحة وعلى رأسهم مهنيي الصحة وممثليهم النقابيين، وإشراكهم بشكل فعال في تدبير الجائحة.

 نندد بمنح امتياز إجراء اختبارات الكشف عن الوباء لبعض المختبرات الخاصة بمقابل مادي يتجاوز إمكانيات الطبقات الشعبية المسحوقة وندعو إلى تعميمه ومجانيته. كما ندعو إلى محاسبة المسؤولين في القطاع عن الاختلالات التي عرفها تدبير الجائحة وترتيب الجزاءات اللازمة في هذا الباب.

وفي إطار مواكبة الكتابة المحلية لتطورات الأوضاع الخاصة بالقضية الفلسطينية فإننا نعلن ما يلي :

 اذانتنا القوية لإعلان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الخياني ونعتبر إن حقوق الشعب الفلسطيني لا تقبل التفويت وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وبناء دولته الديمقراطية المستقلة عاصمتها القدس.

 ندعو كافة مكونات الصف الفلسطيني إلى الوحدة من اجل مقاومة الاحتلال الصهيوني وإجهاض محاولات الرجعية العربية حليفة الامبريالية والصهيونية في القضاء على كل قوى المقاومة والممانعة وفتح الباب أمام المزيد من الاستغلال والقهر في حق الشعب الفلسطيني وكافة شعوب المنطقة. ندعو كل الإطارات المناضلة بالمغرب, سياسية ونقابية وحقوقية ومدنية, إلى الرفع من وثيرة التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري والتكثيف من حملات المقاطعة لهدا الكيان الغاصب.

 نعلن اعتزازنا بالمواقف المشرفة للمثقفين المغاربة الذين أعلنوا انسحابهم من جوائز الخزي والعار الإماراتية.

 نستنكر الاعتقالات المسعورة التي يتعرض لها مختلف المناضلين بالمغرب وكل الأصوات الحرة التي تطالب بالحرية والديمقراطية والكرامة من مناضلي الحركات الاحتجاجية والطلبة والنقابيين والحقوقيين والصحفيين والمدونين وغيرهم وندعو إلى إطلاق سراح كل المعتقلين ونعلن تضامننا مع عائلات معتقلي الريف وجرادة وبني تدجيت في نضالهم من أجل المطالبة بإطلاق سراح أبنائهم.

 نسجل بأسف شديد ارتباك بلاغ وزارة التربية الوطنية حول الدخول المدرسي لموسم 2020-2021 وما يكتنفه من غموض وضبابية لدى الأسر المغربية وأسرة التعليم.

 نطالب بمنح الأولوية القصوى لحفظ سلامة وصحة المتعلمين والعاملين في قطاع التربية والتعليم.

 ندعو إلى ضرورة الانفتاح على النقابات التعليمية المناضلة وإشراكها بشكل مسؤول في التحضير للدخول المدرسي المقبل.

مراكش في 25 غشت 2020