الخطأ الشائع لا يتحول إلى قانون

الخطأ الشائع لا يتحول إلى قانون

الخطأ الشائع لا يتحول إلى قانون


العديد ممن ينسبون إلى ماركس القولة التالية. التناقض الأساسي في نمط الإنتاج الرأسمالي هو بين الرأسمال والعمل. انه خطا شائع وينسب لماركس إما عن سوء فهم أو عن تدليس.

ماركس صاغ قوانين الصراع الطبقي في التشكيلة الاجتماعية الرأسمالية، ماركس حلل ووضع قوانين نمط الإنتاج الرأسمالي. ماركس طبق المنهج الدياليكتيكي على المجتمع، طبق المادية التاريخية وهي علم تعتمد على المفاهيم الدقيقة لا تحتمل الغموض أو التشويش.

ماركس انطلق من تحليل السلعة باعتبارها نتيجة سلسلة من العلاقات الاجتماعية قطبيها طبقتين العمال من جهة والرأسماليين من جهة ثانية. هذه السلعة تجمد تلك العلاقات وفيها يتبلور المجهود الاجتماعي والعلاقة التناحرية بين الطبقتين الطبقة العاملة والرأسمالية. في هذا المنتوج يظهر لأول مرة مكون جديد يشكل هدف الرأسمالي الأسمى وهو فائض القيمة؛ وفي نفس الوقت الجزء المنزوع من روح وجسد العامل بدون مقابل قوة عمله. يتم هذا الانتزاع في عملية الإنتاج أي عندما يبيع العامل قوة عمله إلى الرأسمالي الذي يوظفها كما يحلو له وينمي بها رأسماله.

نحن إذا أمام تناقض طبقي بين الرأسمال كممثل لطبقة اجتماعية والعمل المنتج لفائض القيمة المنتزع من طبقة اجتماعية. هكذا يجب النظر إلى التناقض الأساسي في صلب نمط الإنتاج الرأسمالي. على هذا الأساس يقوم هذا المجتمع. أما القول بان التناقض هو بين الرأسمال من جهة وبين العمل من جهة ثانية فإنه يقوض الأسس العلمية لعملية الإنتاج الرأسمالي ويعمم بشكل غامض علاقة التناقض الأساسي ليجعلها تشمل كل أشكال العمل في المجتمع الرأسمالي ليضعها في مواجهة وتناقض مع الرأسمال. ومن فرط غموض هذا التعميم وبما أن الرأسمال بدوره يعمل فسنجد تعريف تناقض الرأسمال مع العمل تعريفا يعض ذيله أي أن الرأسمال بما هو بدوره يعمل فانه يناقض نفسه هذا أولا ثانيا هذا التعميم له تداعيات تحاملية أولها طمس الحدود بين الطبقة العاملة وبقية المأجورين. وقد حذر ماركس من مغبة مثل هذا الطرح. فأصحاب التناقض بين الرأسمال والعمل يحشرون في الطبقة العاملة كل من يقدم عملا وهكذا يتم دس تحريفات وتزييف للمفاهيم العلمية للماركسية لتفقد فعاليتها وتتحول إلى مفاهيم مطاطة. هناك من يتولى هذه المهمة أي تخريب المفاهيم العلمية والتشويش عليها باسم تجاوز ما يسمونه الماركسية الكلاسيكية وهم في الحقيقة يرغبون ويسعون إلى فك الارتباط بين هذا العلم مع تلك اللبنات وأحجار الزاوية التي وضعها ماركس وانجلس ولينين. وإذا ما نجحوا في تقويض هذه الأحجار والأساسات يسهل تزييف التاريخ ومعه شل الحركة التي تأسست طيلة هذه العقود.

من جديد تحضرني مقولة الشيوعيين الصينيين في ثورتهم الثقافية لما اعتبروا التحريفية مثلها مثل التنين لها العديد من الرؤوس وكلما اقتلعت رأسا نبتت رؤوس مكانه وهي صورة تعني بمنطوقها أن الصراع ضد التحريفية هو صراع ايديولوجي أي صراع طبقي كما أوصى بذلك المعلم الثاني للبروليتاريا فريدريك انجلس.

التيتي الحبيب
04/05/2020