العدد 559 من جريدة النهج الديمقراطي - من 6 الى 12 يونيو 2024 - يتناول ملف العدد قضية الثقافة والمثقف واليسار المناضل بالمغرب . ولعل الربط بين هذه العناصر الثلاث يتأتى من الجدل الذي يسود منذ مدة حول العلاقة بين الثقافة والسياسة ثم حول دور المثقف في التغيير ، وبمعنى آخر لارتباط الثقافة والمثقف واليسار المناضل بقضية التقدم التاريخي أي التغيير المجتمعي نحو المجتمع الديمقراطي ذي الأفق الاشتراكي . لكن الواقع الموضوعي للثقافة والمثقفين لا ينسلخ عن واقع الصراع الطبقي ، وبالتالي ضرورة التمييز بين ثقافة ومثقفي الكتلة الطبقية السائدة ونظامها المخزني التي تجر المجتمع نحو الجمود الفكري والثقافي ونحو الخضوع والتطبيل لكل مايأتي به هذا النظام مادام يجزل الريع ، وبين ثقافة ومثقفي التغيير والتقدم والمرتبطين بالطبقة المعنية بالتغيير نحو المجتمع الاشتراكي أي الطبقة العاملة وأدواتها السياسية والاجتماعية المستقلة . هذه الأدوات التي يجب أن تولي النضال الثقافي نفس مرتبة الأدوات التنظيمية والأشكال الكفاحية الأخرى، فالتوازي بين النضال السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي في سيرورة التغيير ضرورة حيوية من أجل ثورة اشتراكية تنغرس جذورها في أعماق تربة المجتمع و تقاوم هبات رياح الارتداد التي قد تخلقها ثورات رأسمالية مضادة . وتستدعي هذه الضرورة الاستفادة من مرجعيات فلسفة التغيير الماركسية اللينينية و تحليل علمي لما يموج به الواقع من صراعات وتطورات، ليضع الحزب المستقل للطبقة العاملة وكل أدواتها التنظيمية المستقلة تصورا يُمَكِّنُ ثقافة ومثقفي التغيير من لعب دورهم التاريخي في الصراع الطبقي. ولذلك خصصنا ثلاثة محاور يسترجع أولها ما طرحته المرجعيات الماركسية اللينينية من تصورات ومواقف حول الموضوع، و يستقرئ المحور الثاني دور ومنظور المثقف المغربي في السياسة والتغيير ، لنختم الملف بتصورات اليسار المغربي في المسألة الثقافية. كما يتضمن العدد المزيد من المواضيع السياسي والثقافية والتحليلية
