الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود الكفاح الوطني والتحرري

بمناسبة يوم العمال العالمي..
الجبهة الشعبية في الأول من أيار: عمال فلسطين في قلب النار ووقود الكفاح الوطني والتحرري
الخميس 01 مايو 2025
أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً بمناسبة الأول من أيار – يوم العمال العالمي، وجّهت فيه التحية لعمال فلسطين وللشعوب الحرة في أنحاء العالم، مؤكدة أن هذه المناسبة تحوّلت في فلسطين إلى محطة نضالية لتجديد العهد مع الطبقة العاملة، التي تواصل نضالها وصمودها في قلب النار، وسط حرب إبادة شاملة تستهدف كل مقومات الحياة.
وقالت الجبهة في بيانها: “في الوقت الذي يقف فيه العالم إجلالاً لأبطال الطبقة العاملة وصناع الحياة، تتحول هذه المناسبة في فلسطين إلى وقفة وفاء للشهداء الكادحين الذين سُفكت دماؤهم في الورش والمصانع والمزارع، وتحت أنقاض البيوت المدمرة، وفي طوابير العمل على الحواجز”.
وأكدت أن الطبقة العاملة الفلسطينية شكّلت على الدوام طليعة النضال الوطني والاجتماعي، رغم التهميش الرسمي، مشيدة بصمود العمال والمرأة العاملة، وبمواقف النقابيين الأحرار في العالم الذين وقفوا ضد الاحتلال والتطبيع، مجددة انتماءها إلى صفوف الطبقة العاملة العالمية في مواجهة الاستعمار والرأسمالية.
وأشار البيان إلى أن يوم العمال هذا العام يأتي في ظل عدوان صهيوني غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، خلّف دماراً شاملاً في قطاع غزة، وأدى إلى استشهاد آلاف العمال، وتدمير مئات المنشآت، وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 80%.
كما لفت إلى المعاناة اليومية لعمال الضفة المحتلة الذين يتحولون إلى أهداف على الحواجز العسكرية، ولعمال الداخل المحرومين من الحقوق النقابية، ولعمال الشتات الذين يواجهون البطالة والتهميش.
وقالت الجبهة الشعبية إن مناسبة الأول من أيار – يوم العمال العالمي – تأتي هذا العام بينما يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة شاملة تطال الإنسان والأرض وكل المقومات الحياتية، مؤكدة أن الطبقة العاملة الفلسطينية تقف في قلب الاستهداف، وفي طليعة المقاومة والصمود.
وأكدت الجبهة أن “الانتصار للعامل الفلسطيني والدفاع عن حياته وكرامته وحقوقه ليس مجرد واجب وطني وأخلاقي، بل هو المدخل الأساسي لأي مشروع تحرر وطني واجتماعي حقيقي”، مشددة على أن “أي خطاب لا يبدأ من مواجهة العدوان على شعبنا، ولا ينحاز لميادين الصراع التي يتواجد فيها الكادحون، هو خطاب أجوف لا يمثل مصالح العمال”.
ووجّهت الجبهة نداء إلى الحركة النقابية العالمية بكل أطيافها، دعتها فيه للوقوف صفًا واحدًا إلى جانب عمال فلسطين، وتكثيف حملات المقاطعة والإضراب والضغط السياسي لعزل الكيان الصهيوني، ومقاطعة “الهستدروت” باعتباره أداة اقتصادية وسياسية بيد الاحتلال.
ودعت الجبهة إلى تبني خطة وطنية للصمود الاقتصادي تقوم على الإنتاج المحلي، وتقلل التبعية، وتكافح الفقر والبطالة، باعتبارها خطوات ضرورية لحماية الطبقة العاملة من تبعات الحرب والدمار الشامل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي، خصوصًا في قطاع غزة.
وفي سياق إصلاح المنظومة النقابية، طالبت الجبهة بإعادة بناء الحركة النقابية الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتمثيلية، من خلال انتخابات نزيهة وشاملة للاتحاد العام لنقابات العمال، تؤدي إلى تشكيل اتحاد يمثل كل العاملين والكادحين، “بعيدًا عن نموذج الحزب الواحد أو الشخص الواحد”.
كما دعت إلى تشكيل لجان طوارئ عمالية في كل من غزة والضفة، لمساندة العمال المتضررين من العدوان المستمر، وإطلاق صندوق دعم وطني وعربي ودولي لتقديم العون للعاملين في مختلف القطاعات التي دمرها الاحتلال.
وشدد البيان على ضرورة إقرار قوانين واتفاقيات جماعية تحفظ الحقوق العمالية، وتضمن الحد الأدنى العادل للأجور، إلى جانب تعزيز التحالف مع النقابات الدولية لبناء جبهة أممية تحاصر الكيان الصهيوني وتقاطعه على كافة المستويات.
وفي ختام بيانها، أكدت الجبهة الشعبية التزامها بمواصلة النضال الوطني والاجتماعي، قائلة:
“يوم العمال هو يوم التأكيد على عزمنا الصلب في مقاومة الاحتلال، ورفع راية العدالة الاجتماعية. وسنواصل حمل راية الكادحين والمضطهدين والمقاومين من أجل حرية الوطن وكرامة الإنسان وبناء مجتمع المساواة.”
وختمت بقولها: “تحية لعمال فلسطين… رُسل الأرض، ودرع الثورة، ومطرقة التغيير، وبناة الغد، تحية لمن استُشهد وهو يعمل ولمن يعمل رغم الجوع”.