البيان الختامي للمؤتمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة بني ملال خنيفرة

حزب النهج الديمقراطي العمالي
جهة بني ملال خنيفرة
البيان الختامي للمؤتمر الجهوي الثاني
تحت شعار: ” تقوية التنظيم جهويا لبنة هامة في سيرورة بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين “
انعقد بتاريخ 18 ماي 2025 المؤتمر الجهوي الثاني للنهج الديمقراطي العمالي بجهة بني ملال خنيفرة. ومباشرة بعد الجلسة الافتتاحية التي بدأت بالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء الشعبين المغربي والفلسطيني، واستحضار روح الفقيدة عتيقة بورباح والفقيد محسن بشري، انعقدت الجلسة العامة لمناقشة التقريرين السياسي والمالي والمصادقة عليهما، وكذا الوثيقة السياسية التوجيهية للمؤتمر. وتلى ذلك تناول الوضعية التي ينعقد فيها المؤتمر بالدرس والتحليل، ليتبين أنها متسمة بتفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية للإمبريالية، ومضاعفاتها السلبية بفعل التبعية، على الأوضاع المحلية المأزومة أصلا، مما جعل أزمة النظام المخزني أزمة مركبة، يطبعها الركود الاقتصادي وتنامي متصاعد للتضخم وعجز كبير في الموازنة العامة واختلال سلبي في الميزان التجاري وتفاقم غير مسبوق للمديونية.
هذا، ولم يجد النظام بفعل خدمته لمصالح الكمبرادور وكبار الملاكين العقاريين، وخضوعه لتعليمات الدوائر الإمبريالية الدائنة من حل لها سوى تحميل تبعاتها للجماهير الشعبية، عبر تعميق سياسة التقشف وخوصصة الخدمات الاجتماعية وتصفية صندوق المقاصة وتكثيف استغلال الطبقة العاملة عبر إطلاق يد الباطرونا التي لم تعد تقيم أي وزن لقانون الشغل والحريات النقابية، وسن القانون التجريمي للإضراب تمهيدا لتمرير القانون التخريبي للتقاعد وضرب ما تبقى من حقوق عمالية.
كما تم التداول في المهام المطروحة على الحزب جهويا، على المستوى السياسي والتنظيمي والجماهيري والإعلامي، استنادا إلى التشخيص المنجز حول الجهة، وإلى مخرجات المؤتمر الوطني الخامس لحزبنا، وشعار الفترة المتمثل في البلترة والتقوية والتصليب.
وبناء عليه فإن المؤتمر الجهوي الثاني:
1 ــ يسجل بأن الجهة على الرغم مما تزخر به من ثروات متنوعة (فوسفاط، مناجم، غابات، أراض فلاحية، مياه، مواقع أثرية وسياحية)، كان من اللازم لو أن هناك استغلالا معقلنا وتدبيرا نزيها، مصحوبين بسياسة شعبية رسمية، بأن تضعها في صدارة جهات المغرب، من حيث مستوى معيشة الأسر، وليس في ذيلها من حيث نسبة الفقر، وفقا لما خلص إليه البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط سنة 2022، مما يستدعي تظافر وتوحيد نضالات القوى و الفعاليات اليسارية والديمقراطية والحية محليا وإقليميا وجهويا، من أجل استثمارها لتحقيق التنمية بالجهة، واستفادة عموم الجماهير الشعبية منها وليس فقط أقلية قليلة، في أفق توزيع عادل لها. ويطالب الدولة بنهج سياسة سياحية في مستوى مؤهلات الجهة تساهم في تحسين أوضاع ساكنتها الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة بالمناطق الجبلية والقروية.
2 ــ يعتبر التقسيم الجهوي القائم حاليا تقسيما إداريا مخزنيا محكوما بهواجس أمنية سياسية تحكمية، من غاياتها طمس هوية الشعب المغربي المتعددة الأبعاد، ونفي الخصوصيات التاريخية عن جهات بالمغرب، وضمنها جهة الأطلس، ويدعو إلى النضال من أجل فرض دستور ديمقراطي، يجسد على أرض الواقع الثقافة واللغة الأمازيغية باعتبارها ثقافة وطنية ولغة رسمية، ويعطي أقصى حد ممكن من التسيير الذاتي للجهات التي تتمتع بشخصية متميزة تشكلت خلال السيرورة التاريخية لشعبنا.
3 ــ يندد بما تعرفه الجهة من تفاحش متزايد للاستغلال المكثف للطبقة العاملة، وتعميق الهشاشة في التشغيل، وضرب أبسط الحقوق الشغلية أساسا بمقالع الرخام ومقالع ومعامل إنتاج الخراسنة والإسمنت والمواد الأولية للبناء، وبشركات الوساطة والتدبير المفوض التي غزت قطاعات متنوعة (الفوسفاط، مؤسسات عمومية وشبه عمومية ، جماعات ترابية، أبناك…)، وفي الضيعات الفلاحية التي زيادة على ذلك استغلت الجفاف للتخلص من عمال زراعيين عبر التسريح بمناطق بني ملال ولفقيه بنصالح وسوق السبت؛ داعيا القوى اليسارية والديمقراطية بالجهة وبالأساس النقابات المناضلة إلى العمل على توسيع التنقيب وتنسيق الجهود، وتوحيد الفعل النضالي في أفق تحقيق الوحدة النقابية، لمواجهة مختلف أشكال التضييق على العمال بسبب تنظيمهم النقابي، وللتصدي للخروقات والتجاوزات التي تتم في حقهم، وللدفاع عن كافة حقوقهم.
4 ــ يتابع بقلق شديد حرمان أغلب ساكنة الجهة من الخدمات الطبية والعلاج، وتحمل العديد منهم للمصاريف الباهظة التي تفرضها المصحات الخاصة التي تتكاثر بسرعة كالفطر رغم الحاجة، أو اللجوء إلى التداوي بالأعشاب ويعرضون أنفسهم لمضاعفات قد تهدد حياتهم. وذلك بسبب قلة المستشفيات العمومية والأطقم الطبية وتمركزها في مراكز أقاليم الجهة، والنقص الكبير في التجهيزات والمختبرات وشح الأدوية. مطالبا بضمان الحق في العلاج وتجويد الخدمات الصحية وتعميم الحماية الاجتماعية، كما يحتج على تحويل مناطق الجهة إلى ملجأ للمشردين والمختلين عقليا بعد ترحيلهم من جهات أخرى، في غياب تام لمراكز الصحة النفسية ومراكز الإيواء، مما جعل بعض المواطنين عرضة لاعتداءاتهم المفاجئة والخطيرة.
5 ــ يسجل التدهور الفظيع للبيئة بالجهة، نذكر من بين مسبباته إنتاج الفوسفاط وما يترتب عنه من إشعاع وغبار وتسميم الفرشة المائية، يؤدون إلى إلحاق اضرار بالغة بالإنسان والحيوان والنبات وإخراج مساحات شاسعة من الأراضي من دورة الإنتاج بشكل نهائي وتراكم سلاسل كتبان من الأتربة فوقها. وايضا بفعل التلويث الخطير الذي تتسبب فيه مقالع الرخام والتناقص الفظيع في المياه الناجم ليس فقط عن توالي سنوات الجفاف وانما عن سطو إدارة الفوسفاط ومزارعين كبار على الثروات المائية السطحية والجوفية، مما افضى الى نفوق انواع مختلفات من الكائنات الحية وزحف التصحر، زد على ذلك التدمير المنهجي للمجال الغابوي من طرف مهربي الخشب ومافيا التفحيم وكبار الكسابة. مما يتطلب تكاثف جهود كل القوى السياسية والنقابية والجمعوية والمدنية بمعية المتضررين لفضح ذلك ووضع حد له.
6 ــ يدعو القوى الديمقراطية والحية الى تقوية وتعزيز المبادرات التنسيقية والوحدوية الرامية الى التصدي للمشروع التخريبي لأنظمة التقاعد والمشروع التراجعي الانتكاسي لمدونه الشغل، والذي يروم تكريس الهشاشة والسخرة والمرونة في الشغل والأجر وتصفيه المكاسب العمالية البسيطة. وكذا تشكيل جبهة موحدة لمواصلة النضال من أجل إسقاط قانون الإضراب التجريمي.
7 ــ يدعو القوى المشكلة للجبهة الاجتماعية الى توسيع فعلها اقليميا وجهويا ووطنيا، وفتحها على القوى الحية ومختلف الطاقات النضالية الميدانية، وربطها بالنضالات العمالية والشعبية، وتوطينها في الاحياء الشعبية بالمدن والقرى، في أفق تطويرها لبناء جبهة الطبقات الشعبية المنشودة.
8 ــ يهيب بكل القوى الديمقراطية والحية إلى تكثيف الجهود وتوحيد وتصعيد النضالات من اجل فرض إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والمدونين والصحافيين، ووضع حد لسياسة التضييق والقمع والاعتقالات التعسفية والمتابعات الكيدية والانتقامية والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة، وفرض احترام الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان.
9 ــ يحتج وبشدة على كل أشكال الحصار والتضييق على حزبنا بالجهة. ويدين حرمان حزبنا وهيئات سياسية ونقابية وحقوقية من الحق في التنظيم، من خلال رفض السلطات تسلم الملفات القانونية وتسليم وصولات الإيداع، والمنع من استغلال القاعات العمومية والخاصة، الشيء الذي يفضح زيف الخطاب الرسمي حول الديمقراطية والتعددية ودولة الحق والقانون، داعيا تلك الهيئات محليا وجهويا ووطنيا الى توحيد فعلها النضالي من اجل انتزاع ذلك الحق.
10 ــ يدين بأشد العبارات حرب الإبادة الممنهجة والتطهير العرقي والتهجير القسري والتدمير الشامل التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة بشراكة أمريكية ودعم امبريالي، وبتواطؤ من الأنظمة العربية الرجعية، داعيا المنتظم الدولي والمؤسسات الأممية وكل القوى الحية وأحرار العالم إلى تصعيد ضغطهم لوقف العدوان الوحشي المذكور، وإعادة الإعمار، ولضمان عدم افلات الجناة من العقاب.
11 ــ يشيد عاليا بمحور المقاومة الداعم بقوة لكفاح الشعب الفلسطيني، وعلى رأسهم الشعب اليمني وقيادته، ويحيي عاليا صمود الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الموحدة الباسلة، ويعبر من جديد عن دعمه التام والمطلق لكفاحه حتى نيل كافة حقوقه، بدءا بحق العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة فوق كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
12 ــ يدين بأشد العبارات احتلال سوريا، وتقسيمها مابين تركيا وأمريكا والكيان الصهيوني والمليشيات الإرهابية الموالية لهم، معبرا عن دعمه الكامل لنضالات القوى الوطنية والديمقراطية بها من أجل حق الشعب السوري في تقرير مصيره، وتحقيق سيادته على كامل ترابه الوطني بتحريره من الاحتلال الأجنبي.
13 ــ يدين بقوة التغول الراسمالي الإمبريالي، ودوسه على المواثيق و القوانين والمنظمات الدولية حين لاتجاري مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني، مبديا امتعاضه الشديد من تسهيل الأنظمة الرجعية، وخاصة بالخليج، على الإمبريالية الأمريكية سطوها وهيمنتها على ثروات شعوب العالم العربي والمغاربي، داعيا كل القوى اليسارية والديمقراطية والحية عبر العالم وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى التصدي للتغول والنهب الإمبريالي.
14 ــ يدين بشده تطبيع الرجعية العربية والمغاربية مع الكيان الصهيوني الاجرامي العنصري، وبالأساس تطبيع النظام المخزني معه ضدا على ارادة شعبنا، والارتقاء به الى مستوى التحالف الاستراتيجي بحيث شمل كل المجالات بما فيها العسكرية والأكاديمية والتربوية، مما يهدد مستقبل ووحدة الشعب المغربي وأمن واستقرار المنطقة داعيا الى تقوية الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وتصعيد نضالاتها، لوقف المتابعات والأحكام الجائرة الصادرة في حق مناضليها، وإسقاط التطبيع المذل والمخزي، وإصدار قانون لتجريمه. ويرفض إجراء مناورات “الأسد الإفريقي” العسكرية ببلادنا، ويدين بشدة استقبال الجنود الصهاينة من “وحدة الجولاني” الإرهابية.
15 ــ يدعو الطلائع العمالية والكادحة والمناضلين الماركسيين والماركسيين اللينينيين للانخراط العملي في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة. ويهيب بطلبة كليات ومعاهد الجهة إلى ممارسة حقهم في التنظيم في إطار نقابتهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وبمعطلي الجهة إلى توحيد نضالاتهم في إطار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. ويجدد دعوته للجماهير الشعبية، عمالا وكادحين ونساء وشبابا، إلى الانخراط في حزبهم، حزب النهج الديمقراطي العمالي، لمواجهة السياسات اللاشعبية للنظام المخزني ولبناء مجتمع ديمقراطي ينعم فيه المواطن بالحرية ويضمن له العيش الكريم وتسوده العدالة الاجتماعية ويكفل كافة حقوق الإنسان للجميع.