نحو بناء أدوات نضال الطبقة العاملة وجبهة الطبقات الشعبية
نحو بناء أدوات نضال الطبقة العاملة وجبهة الطبقات الشعبية*
إن ما يجب أن يؤرق كل المناضلين(ات) المخلصين(ات) لشعبنا هو تشتت النضالات الشعبية وعزلتها عن بعضها البعض وابتعاد أغلبها عن القوى السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة. ولعل أحد أهم أسباب هذا الواقع هو كون الطبقة العاملة، التي من المفروض أن تكون في طليعة النضال الشعبي لكونها الطبقة النقيض للكتلة الطبقية السائدة والامبريالية، لا زال نضالها يتسم بالتشتت والضعف رغم الهجوم الخطير الذي تتعرض له.
ومن الأسباب الأساسية والعميقة لهذا الواقع افتقاد الطبقة العاملة لأدوات نضالها المستقلة عن البرجوازية: فلا زالت غالبية الحركة النقابية تئن تحت نير البيروقراطية، عميلة الكتلة الطبقية السائدة. ولا زال العديد من المناضلين والمناضلات المنحازين(ات) لصف الطبقة العاملة مترددون في الانخراط بقوة وحماس في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة.
وتشكل الصعوبات والعراقيل أمام توحيد القوى الحية حول برنامج حد أدنى قد يتمثل في إسقاط المخزن على طريق بناء جبهة الطبقات الشعبية أحد أسباب هذا الواقع الحالي المتردي ولتغول المخزن والهجومات المستمرة على الأوضاع الاجتماعية لغالبية الشعب المغربي.
ما العمل للتقدم في إنجاز مهمتي بناء أدوات نضال الطبقة العاملة وجبهة الطبقات الشعبية؟
إن تصحيح وضع الحركة النقابية لكي تكون في خدمة الطبقة العاملة والشغيلة يتطلب من كل المناضلات(ين) النقابيات(ين) المخلصات(ين) لهذا الشعار أن يتجاوزوا الخلافات الثانوية ويتحاوروا وينسقوا في النضال وأن يعملوا على توحيد النضالات بين المركزيات المناضلة عوض التنافس بينها حين يكون مضرا بالوحدة النضالية للطبقة العاملة والشغيلة وأن يكون التزامهم بمصلحة الطبقة العاملة والشغيلة فوق التزامهم بهذه النقابة أو تلك.
أما التقدم في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة، فيتطلب من كل الماركسيين والماركسيات، تجاوز الحلقية وخوض حوار جدي يهدف إلى المزيد من توضيح التصور لبناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وتطوير علاقات التنسيق والتعاون بينهم، وذلك استحضارا للمرحلة الحالية التي يعرف فيها الصراع الطبقي في بلادنا احتدادا غير مسبوق وأصبح الاعلان عن تأسيس هذا الحزب مهمة آنية، خاصة بعد انطلاق السيرورات الثورية في منطقتنا. كما يستوجب خوض الصراع ضد كل ألوان الفكر البرجوازي، وخاصة فكر ما بعد الحداثة وما بعد الماركسية لكونه ينفي المادية التاريخية والدور الثوري الحاسم للطبقة العاملة في ظل نمط الانتاج الرأسمالي. كما يتطلب من النهج الديمقراطي المزيد من توضيح مشروعه للإعلان عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين والتعريف به على نطاق واسع.
إن بناء جبهة الطبقات الشعبية كجبهة ذات طابع استراتيجي لإنجاز مهام التحرر الوطني والبناء الديمقراطي قد يطول وقد يتطلب بناء جبهات تكتيكية واسعة تركز على العدو الاكثر شراسة والذي يقف سدا منيعا أمام أي تقدم في مسار التحرر والديمقراطية. وهذا العدو، الآن، هو المخزن، وعلى رأسه نواته الصلبة المافيا المخزنية. ولبناء هذه الجبهة المناهضة للمخزن، طرح النهج الديمقراطي ضرورة الحوار العمومي بين كل القوى المتضررة من استبداد وفساد وافتراس المخزن وبناء جبهة ميدانية تضم هذه القوى وقد تركز، الآن على النضال حول:
– القضية الاجتماعية: الغلاء والشغل والحماية الاجتماعية…
– قضية الحقوق والحريات: إلغاء قانون الطوارئ الصحية، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، مواجهة تغول المخزن…
– قضية السيادة الوطنية والتحرر من هيمنة الامبريالية والتصدي لقاعدتها الأمامية في منطقتنا: الكيان الصهيوني.
ويتوقف بناء وتوسيع وتطوير الجبهة الميدانية على:
– العمل الجاد من أجل توسيع الجبهة الاجتماعية من خلال إما التحاق أو التنسيق مع كل القوى الحية والحركات الاحتجاجية والحراكات الشعبية والحركات الاجتماعية وعموما كل الإطارات المناضلة في نفس الميدان…
– تشبيك مختلف مكونات الحركة الحقوقية من خلال توسيع الائتلاف والتنسيق مع الإطارات المناضلة في نفس الميدان.
– تقوية وتوسيع الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني والتنسيق مع الإطارات المناضلة في نفس الميدان وتطويرها في اتجاه التصدي لهيمنة الامبريالية على بلادنا.
– تقوية وتطوير العلاقات، في منطقتنا والعالم، مع القوى التي تناضل من أجل التحرر الوطني والديمقراطية والاشتراكية.