انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو، ترجمة مرتضى العبيدي (III)

انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو، ترجمة مرتضى العبيدي (III)
مرتضى لعبيدي: أستاذ باحث تونسي

انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (الجزء 3/5)

• ترجمة مرتضى العبيدي

II. الثورة الوطنية الديمقراطية: الحل الوحيد للأزمة التي يعيشها المجتمع

في البداية، لا بدّ من تحديد السّمات الأساسيّة التي يتميّز بها مجتمعنا، وهو ما سيسمح لنا، وبشكل موضوعيّ من:

• تحديد طابع الثورة في مجتمعنا في المرحلة الحاليّة من تطوّره؛
• وضع الإصبع على وجاهة وصحّة البرنامج الأدنى للحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا والذي يعتبر أن البرنامج الزراعي جزء منه؛
• تسليط الضوء على الشعارات التي يرفعها الحزب، وتحديد محتواها بأكثر دقّة في ضوء الدروس التي تمّ استخلاصها من الانتفاضة الشعبية لأيّام 30 و31 أكتوبر 2014.

أ‌- السّمات الأساسيّة لمجتمعنا، وطابع ومحتوى الثورة الوطنية الديمقراطية والشعبية
1) السّمات الخاصّة بمجتمعنا

مجتمعنا ذو طابع فلاحي متخلّف، ويخضع لنظام استعماريّ جديد. تحكم المجتمع الامبرياليّة، وخاصّة الاستعمار الفرنسي على كلّ المستويات: السياسي والاقتصادي (المستوى المالي مثلا)، والاجتماعي والثقافي والعسكري. وقد احتلّ الاستعمار الفرنسي بلدنا عسكريّا في السنوات الأخيرة عبر تركيز القوى الخاصّة التابعة لقيادة العمليّات الخاصّة، كما أن للامبريالية الأمريكية أيضا جيش احتلال هنا، بالإضافة إلى مركز التجسّس الذي تمّ تركيزه فوق أراضينا.

يمارس الاستعمار الفرنسي هيمنته على بلادنا بالاعتماد على الطبقات والشرائح الاجتماعيّة الرجعيّة وهي البورجوازية (سواء تلك التي توجد في السلطة أو خارجها)؛ الشريحة العليا والمحافظة للبورجوازيّة الصغيرة الراديكاليّة والإصلاحية، وبقايا قوى الإقطاع والعبوديّة، والشريحة العليا للكهنة سواء كانوا مسيحيّين أو من البروتستان أو من المسلمين. هؤلاء جميعا هم الحلفاء المحلّيّون للامبرياليّة الفرنسيّة.

تغرق الهيمنة الامبرياليّة والفرنسيّة خاصّة، بمعيّة حلفائها المحليّين، البلاد في تخلّف عميق على كلّ المستويات: الاقتصادي والاجتماعي، والثقافي والعلمي. ويبرز هذا عبر العناصر الهامّة التالية:

• إنّ النظام الاستعماري الجديد، عبر إدماج مجتمعنا في النظام الرأسمالي، يضع في نفس الوقت حواجز أمام النموّ الواسع والحرّ للرأسماليّة التي تحاول أن تطبّع مع أشكال الإنتاج ونظم الاستغلال والاضطهاد ما قبل رأسماليّة. هكذا إذن، فإنّ مجتمعنا يعاني في ذات الوقت من الرأسماليّة، ومن عدم قدرتها على التطوّر.
• إن نظام الاستعمار الجديد يضطهِد ويستغِلّ شعبنا، وفي ذات الوقت ينهب خيراته الطبيعيّة، ويمنع نموّ القوى المنتجة فيه (وسائل إنتاج قديمة، نقص أو غياب البُنى التحتيّة، البطالة الهيكليّة، عدم خلق مواطن شغل للشباب…) ويعطّل تطوّر الصّناعة هنا.
• إن النظام الاستعماري الجديد نفي لاستقلال بلادنا. ففي إطار التقسيم الاستعماري الجديد للعمل، على بلادنا توفير الموادّ الأوّليّة (القطن، الذّهب، السمسم، المنغنيز…) والتهيؤ لأن تكون سوقا للبضائع المصنّعة من طرف الاحتكارات في البلدان الامبرياليّة. ولهذا بالذات، فإننا بلد مصدّر للقطن، ولا نملك قطنا لمستشفياتنا، ولا حتى ملابس.
إن النظام الاستعماريّ الجديد يعيق التطوّر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والسياسي.
يكمن التناقض الرئيسيّ في مجتمعنا بين الامبريالية، وخاصّة الاستعمار الفرنسي وحلفائه المحلّيّين من ناحية، والشعب من ناحية أخرى.

ففي المرحلة الحاليّة من تطوّر مجتمعنا، على الثورة أن تحُلّ هذا التناقض بشكل سليم حتّى يتمكّن بلدنا من الانخراط في التطوّر بعد أن يكون قد تخلّص من العبء الذي كان يعانيه من الاستعمار الجديد، وخاصّة الاستعمار الفرنسي وحلفائه المحلّيّين.

2) طابع ومحتوى الثورة في مجتمعنا في المرحلة الحاليّة من تاريخه

إنّ طابع الثورة ومحتواها في هذه المرحلة التاريخيّة الحاليّة لمجتمعنا يحدَّدان بحسب التناقض الرئيسي الذي يجب أن يحسم. ستعمل الثورة، وبدون شكّ على:

• كنس الامبرياليّة، والقضاء على سلطة الطبقات والشرائح الاجتماعيّة الرّجعيّة التي هي ركيزته في بلادنا، والقضاء على جهاز الدولة الاستعماريّ الجديد؛
• وضع السلطة بين أيدي العمّال والفلاحين ومختلف مكوّنات الشعب عبر تأسيس دولة علمانيّة، ديمقراطيّة وشعبيّة، وتحقيق الاستقلال الحقيقي والتّام لبلادنا.
هذه هي الشروط الأساسيّة لتحقيق التغيير الثوري (على كلّ المستويات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، والسياسيّة، والثقافيّة، والعلميّة والعسكريّة) في مجتمعنا.

إنّ الثورة في المرحلة الحاليّة من تطوّر مجتمعنا، هي إذا ثورة وطنيّة ديمقراطيّة وشعبيّة لأنّها تهدف إلى تحرير البلاد من النظام الاستعماريّ الجديد، وإلى الحصول على الاستقلال الوطني الحقيقي. فالثورة ينجزها الشعب بمختلف مكوّناته، وتهدف إلى ضمان الحرّيّة السياسيّة عبر القضاء على كلّ ما يمكن أن يعيق سلطته.
إن مهامّ الثورة الديمقراطيّة والشعبيّة والبرنامج الذي يجب تنفيذه بمجرّد أن يهزم الأعداء الداخليين والخارجيين، يحدِّدان القوى المحرّكة لها. وتتمثّل هذه القوى في:

• الطبقة العاملة، وهي الطبقة الأكثر ثوريّة والتي تسير حتّى النهاية، وليس لديها ما تخسره غير سلاسلها. وهي القوّة التي تقود الثورة. لدى الطبقة العاملة حزب طلائعيّ، وهو الحزب الشيوعي الثوري الفولتييكي، الذي يحتكم على برنامج ومشروع مجتمع ثوريّ.
• الفلاّحون وهم القوّة الرئيسيّة، والأكثر عددا. وهذه الطبقة هي حليف الطبقة العاملة خلال المسار الثوري.
• أمّا بقيّة مكوّنات الشعب، (أشباه البروليتاريا، شرائح من البورجوازيّة الصّغيرة، البورجوازية الصّغيرة بالمدن والأرياف…) فهي تنقسم إلى مجموعتين أساسيّتين. ولهذا قلنا أنّ الشعار الأساسي للثّورة الوطنيّة الديمقراطيّة الشعبيّة هو الديكتاتوريّة الديمقراطيّة الثوريّة للطبقة العاملة والفلاّحين. فهذا الشعار يبيّن بوضوح طابع الثّورة ومحتواها؛ ويحدّد القوى التي ستؤول إليها السلطة الثّوريّة؛ وكيف تمارس السلطة التي افتكّت بنضال مرير من القوى الاجتماعية الرجعيّة وأسيادهم الامبرياليّين، وما يجب القيام به من أجل التحصّن أمام كلّ محاولات الرجعيّة للتشكيك فيها.

ب‌- كيف ننظّم ونخوض ونقود الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة الشعبيّة حتّى تكون مظفّرة وتحقّق أهدافها؟

لقد عالج الحزب الشيوعي هذه المسألة على ضوء هذا السؤال، وقدّم الأجوبة الملائمة في مارس 2007 في جريدته المركزيّة “البوق بارقا”. ولكنه يرى أنّ من واجبه إعادة طرح هذه المسألة على ضوء انتفاضة 30 و31 أكتوبر الغنيّة بالدّروس، كما يرى أنّه يجب إعادة طرحها من جديد ليوضّح أكثر الأجوبة الصّحيحة التي قدّمها الحزب منذ سبع سنوات في مقال بعنوان ” يجب تنظيم الثورة مسلّحين ببعد نظر، وحزم، ويقظة، وبشكل منهجي، وبروح التضحية” في العدد 99 من مجلته المركزيّة.

1. أهمّيّة وضرورة تحقيق التحالف الثوري للطبقة العاملة والفلاحين تحت قيادة الطبقة العاملة وحزبها، ويكتسي هذا التحالف أهمّيّة حيويّة لأنّه يسمح ب:

• تحقيق الوحدة الثوريّة للقوى الفاعلة، القوّتين الأساسيّتين للثورة الوطنيّة الديمقراطية الشعبيّة حتّى النهاية والدفاع عنها ضدّ الثورة المضادّة؛
• تحقيق وحدة مختلف مكوّنات الشعب من أجل تكوين جيش مسلّح ومسيّس للشعب من أجل خوض الانتفاضة العامّة المسلّحة.
إنّ الأساس السياسيّ للتحالف الثوري للطبقة العاملة والفلاحين هو البرنامج الأدنى للحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا، والذي يعتبر البرنامج الزراعي جزء لا يتجزّأ منه، هذا الجزء الذي لابدّ من السّير في تطبيقه عند انتصار الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة الشعبيّة.
• سيمكّن تطبيق هذا البرنامج الفلاحين من الأرض، كما أنّه سيمكّنهم من الحرّية السياسيّة ويحرّرهم من الهيمنة والاستغلال الاستعماريّ الجديد، وكذلك من اضطهاد بقايا النظام الإقطاعي والعبودية.
• سيسمح التطبيق الكامل لهذا البرنامج من خلق الظروف الملائمة لتطوّر الطبقة العاملة وتقدّم نضالها من أجل بناء الاشتراكيّة.

2. إعداد وقيادة الانتفاضة العامّة المسلحة نحو الانتصار

لقد كان لانتفاضة 30 و31 أكتوبر، كما قلنا سابقا، بعدا تاريخيا عميقا، على المستويات الثلاث المحلي والاقليمي والدولي. إلا أنّه لا بدّ أيضا من التذكير بحدود هذه الانتفاضة التي لم تتمكّن من التحوّل إلى ثورة حقيقيّة، أي إلى انتقال السلطة إلى أيدي الشعب. ومن خلال الدروس المستخلصة، يبرز بوضوح أنّ الانتفاضة العامّة المسلّحة ممكنة، بل إنّها ضرورة مطروحة ويجب العمل على انجازها. وإنّ السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على شعبنا، الذي لن ينسى أبدا انتفاضة 30 و31 أكتوبر، كيف يمكن الإعداد إلى انتفاضة مظفّرة، غير بعيدة في الأفق وغير صعبة المنال؟ تتميّز الانتفاضة العامّة المسلّحة بسمات محدّدة منها:
• إنّ الانتفاضة ليست انقلابا عسكريّا؛ فالإعداد لها يفترض نضالا مبدئيّا مريرا ضدّ فكرة الانقلابات مثلما يفعله الحزب الشيوعي الثوري الآن. وبالفعل، فإنّ تجربة شعبنا، الذي عرف حوالي عشرة انقلابات، تبرهن على أنّ الانقلاب لا يضع السلطة أبدا بين أيدي الشعب، ولم يحلّ أيّا من مشاكله الأساسيّة. بل على العكس من ذلك، تبرهن التجربة على أنّ الانقلاب الذي تقوم به أقليّة، يسعى دائما إلى تحقيق الطموحات والرؤى الخاصّة بهذه الأقليّة، وأنّه عاجلا أو آجلا يتحوّل إلى ديكتاتوريّة ضدّ الشعب. بل أكثر من ذلك، كثيرا ما يكشف الانقلابيون عن وجههم الحقيقيّ باعتبارهم خدما للامبريالية، وخاصّة الفرنسيّة.
• إن الانتفاضة العامّة المسلحة هي تحرّك سيّاسيّ، منظّم، ويقوده كلّ من الطبقة العاملة والفلاّحين ومختلف مكوّنات الشعب بطريقة واعية من أجل افتكاك السلطة من الطبقات الرجعيّة لبلادنا، ومن أجل وضع حدّ لهيمنة الدول الامبرياليّة، ومن أجل القيام بالتغييرات الثوريّة اللازمة في مجتمعنا، وإدخاله في طريق التقدّم الاجتماعي. على الطبقة العاملة والفلاّحين أن يكونوا القوّتين السياسيّتين الواعيتين بأهميّة الانتفاضة العامّة المسلّحة. إنّهما معا، القوّتان المسؤولتان على إنجاز الثورة، بمساعدة الحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا الذي يمكّنهم من وضوح الرؤيا ويوجّههم، ويساعدهم على تنظيمها بصورة مظفّرة. إن قيادة الحزب ذات بعد النظر، ضروريّة لضمان انتصار الانتفاضة العامّة المسلّحة، ونجاح الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة والشعبيّة.
• يجب إن ترتكز الانتفاضة العامّة المسلّحة على أجهزتها الخاصّة بها: السوفياتات (مجالس أو هيئات)، ولا يهمّ الاسم الذي ستحمله في بلادنا. لا ننسى أيضا أهمّيّة وضرورة النضالات التي تخوضها النقابات وغيرها من المنظّمات الديمقراطية من أجل تطوير الحراك الشعبي، ولكنّها لا تكفي بمفردها، نظرا لطابعها ودورها من أجل انتصار الانتفاضة. إنّ نضالات النقابات والمنظّمات الديمقراطيّة لها حدود موضوعيّة؛ وهذا ما برهنت عليه انتفاضة 30 و31 أكتوبر 2014. لذا، فإنّنا نرى أنّه إضافة إلى النقابات والمنظّمات الديمقراطيّة، لا بدّ للطبقة العاملة والفلاّحين وغيرهما من مكوّنات المجتمع المستغَلّة والمضطهَدة أن تتسلّح في الإبّان بسوفياتاتها التي هي أدوات الانتفاضة. فالسوفياتات أطر ينتظم فيها كلّ من أبناء الطبقة العاملة والفلاّحين وبقيّة مكوّنات المجتمع المستغَلّة والمضطهَدة من أجل النضال ضدّ مستغلِيهم (الطبقات الرجعيّة في بلادنا وحلفائهم الامبرياليين والفرنسيين خاصّة) من أجل افتكاك السلطة السياسيّة بقوّة جيش مسلّح لإنجاز الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة والشعبيّة.

يجب أن تكون السوفياتات منظّمة في أماكن العمل (معامل، مؤسّسات، مكاتب إداريّة، مدارس، جامعات…) وكذلك في أماكن السّكن (القرى والمدن، الأحياء.). ويساعد الحزب الطبقة العاملة والفلاحين من أجل أن يكون لديهم الكوادر اللازمة، ليس فحسب لافتكاك السلطة، بل من أجل الحفاظ عليها أيضا، وللدّفاع عن الأهالي وحمايتهم أمام المجازر التّي ينظّمها الأعداء. إنّ تجربة غينيا كونكري سنة 2007، وتجربة انتفاضتنا ليومي 30 و31 أكتوبر 2041 أكّدا بما لا يدع مجالا للشكّ، أن الطبقات الرّجعيّة مستعدّة لتنظيم مجازر للشعب الذي يتجرّأ على التّمرّد دون أن يكون مسلّحا كما ينبغي بالأدوات الخصوصيّة للانتفاضة كالسوفياتات مثلا لتحقيق أهدافه الثوريّة، وللدفاع عنها بقيادة ثوريّة ومنسجمة، هذه القيادة التي لا يمكن أن يقدر عليها غير حزب شيوعيّ حقيقيّ.

تؤكّد هذه التجارب أنّ الشعب الذي يخوض انتفاضة وهو أعزل، حاملا أوهام السّلم، فإنه يدفع ضريبة باهظة الثمن (الدّم، الدّمار بجميع تلويناته…)، وسرعان ما يتمّ سحقه بدون شفقة من طرف الطبقات الرّجعيّة، وبتآمر القوى الامبرياليّة وحلفائها من بلدان إفريقيا.

ففيما يتعلّق بانتفاضة 30 و31 أكتوبر 2014، فقد أمرت عصابة المافيوزي بلاز كومباوري من خلال وزيرها الأوّل لوك أدولف تيآو باستعمال السّلاح لقمع المتمرّدين. هكذا عمدت البورجوازيّة منذ البدء إلى استعمال العنف ودعت إلى ” وضع السلاح على أهبة”؛ وكانت النتيجة أكثر من ثلاثين قتيلا، وعدد كبير من الجرحى، بالإضافة إلى الانقلاب المضادّ للثورة الذي تمّ إنجازه (الانقلاب في حدّ ذاته عمليّة عنف بامتياز) يوم 1 نوفمبر 2014من طرف الشقّ الفاشي في القوّات المسلّحة، فوج الأمن الرئاسي المسنود من الاستعمار الفرنسي.

هذا يؤكّد على أنّ المسائل الكبيرة في حياة الشعوب لا تحلّ إلاّ بالعنف، وأنّ قضايا الحرّيات السّياسيّة، والنضال الطبقي لا يمكن أن تحسم في النهاية إلا بالعنف، وأنّه يتوجّب علينا أن نعتني بإعداد وتنظيم هذا العنف واستعماله بصورة نشيطة، ليس فقط للدفاع عن أنفسنا، بل أيضا للهجوم.

لهذا بالذّات، فنحن على قناعة بأن الانتفاضة العامّة المسلّحة هي الطريق السليمة. ولكن، علينا أن لا نتغافل عن إعدادها بقيادة الحزب الشيوعي، وأن نحكم إعدادها، وأن لا نعلن على انطلاقها إلاّ في الوقت المناسب؛ هذا علما وأنّه من الضروري تقديم تضحيات لنحرز على النّصر. فكلّ من الطبقة العاملة والفلاّحين وبقيّة المكوّنات يجب أن يكونوا على بيّنة من هذا التمشّي، وأن يقبلوا بشكل واع تقديم التضحيات، وأن يبرهنوا على روح بطوليّة عالية من أجل تحقيقها تحت قيادة الحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا.

• إنّ الانتفاضة العامّة المسلّحة، ورغم ضرورة استعمالها للقوّة المسلّحة، تضلّ بالأساس حراكا سياسيّا. فهي أرقى شكل للصراع الطبقي في بلادنا، والذي يجب أن يمكّن الطبقة العاملة والفلاّحين وعامّة الشعب من الوصول إلى الأهداف الثّوريّة المرسومة من أجل إنجاز الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة والشعبيّة.

كيف سيتمّ تسيير شؤون البلاد بعد انتصار الانتفاضة العامّة المسلّحة؟ ما هي المشاكل المؤسّساتيّة التي سيتمّ حلّها؟ ما هو البرنامج الاقتصادي والسياسي الذي سيتمّ تنفيذه من أجل إحداث التغييرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة في البلاد حتّى نتمكّن من إخراجه من التخلّف ودفعه نحو التطور والحداثة؟ يجيب الحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا على كل هذه الأسئلة الأساسيّة المشروعة، والمطروحة على الطبقة العاملة والفلاحين وبقية مكوّنات المجتمع بشكل واضح ومحدّد.

يتبع


انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو، ترجمة مرتضى العبيدي (I)


انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو، ترجمة مرتضى العبيدي (II)