مائة (100) يوم من المعارك في السودان: الحرب تقطع الطريق أمام الزراعة

مائة (100) يوم من المعارك في السودان: الحرب تقطع الطريق أمام الزراعة

الحرب تقطع الطريق أمام الزراعة …
مزارعون في المتمة يتكبدون خسائر فادحة بسبب الحرب والنزوح.*

• المتمة – مصعب محمد علي.

قطعت الحرب الدائرة حالياً كل الطرق بين مناطق الانتاج ومنافذ التوزيع، فإلى جانب المخاوف الأمنية من عمليات النهب والسلب، تشهد البلاد شحاً في المواد البترولية والمواد الغذائية بعد توقف تام للمصانع والشركات، فضلاً عن عمليات النزوح من مناطق الصراع المسلح الي مناطق تتمتع نسبياً باستقرار أمني، لكنها تفتقر الي الخدمات الاساسية وخروج عدد كبير من النازحين عن دوائر الخدمة والعمل.

وتتهدد كافة قطاعات الخدمة بالتوقف لكن قطاع الزراعة في السودان هو الأكثر تهديداً بعد الخسائر التي يعاني منها المزارع.

يقول المزارع عبدالله حسن فضل الله، إن الحرب كبدت كل مزارعي جنوب المتمة خسائر فادحة بسبب الكساد الذي ضرب الاسواق ولم يعد بمقدورهم بيع محاصيلهم ما اضطرهم لبيعها بأسعار زهيدة.

وبحسب عبدالله فإن تكاليف الموسم الزراعي تصل الى مبالغ مليارية، فحرث فدان زراعة البصل بواسطة التراكتور وتجهيزاتها تصل الي مبلغ 87 ألف جنيه، اما السماد وكذلك المبيدات 80 الف جنيه اما الايادي العاملة لعملية زراعة البصل 100 الف كما تبلغ تكلفة الجاز للري 200 الف، اما عملية الحصاد لزراعة البصل فتبلغ 100جنيه.

وتصل تكلفة التخزين مبلغ 700 الف، ويشير عبدالله الي أن الموسم الشتوي يستغرق ثلاثة أشهر نتيجتها بالنسبة للمزارع مبلغ مليار ومئتي جنيه، ويشير عبدالله الي أن الموسم الفائت شهد نجاحاً مقارنة بالموسم الحالي.

وبالنسبة للمزارع تاج الدين عثمان، فإن تكلفة زراعة الفول تصل الي مبلغ 300 الف هذا إلي جانب عملية التروية والتي تصل الى مبلغ 150 الف.

اما الحصاد تبلغ 115 الف ويؤكد التاج أن الحرب قطعت الطريق أمام وصول محاصيله الي الاسواق، ما اضطرهم لبيع محصول الفول بمبلغ 70الف للأردب، في وقت كانت اسعاره تصل الي 150الف.

ولفت التاج الي أن هناك عدداً كبيراً من المزارعين وصلوا مرحلة الاعسار، ولم يعد باستطاعتهم سداد مديونيات دفعتهم لبيع محاصيلهم بمبالغ لم تغطي تكاليف الانتاج.

وتعتبر الزراعة هي الحرفة الرئيسية لسكان مناطق المتمة، وذلك بنسبة 90% من القوى العاملة فيها، تليها التجارة في الأسواق بما فيها الأسواق الأسبوعية بالقرى والبلدات الكبيرة مثل النوراب وود حامد. ثم الرعي وتربية الحيوان والإنتاج الحيواني، إلى جانب بعض الأنشطة الحرفية الأخرى الصغيرة والخدمات المختلفة.

وتقدَّر الأراضي الصالحة للزراعة في المتمة بحوالي 4 مليون فدان يُستَغل منها حالياً حوالي 200 ألف فدان، تتم فلاحتها بمحاصيل مثل البصل والبقوليات والخضروات والفواكه بأنواعها المختلفة والحبوب والأعلاف.

وتعد الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي في المتمة. وتشكل حوالي 90% من الاقتصاد المحلي، وتنتج المنطقة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك القمح والذرة والفول السوداني والذرة الصفراء والفول السوداني. كما تنتج المنطقة كميات كبيرة من الألبان واللحوم.

وتواجه الزراعة وفقاً لعبدالله حسن بعض التحديات، مثل الجفاف وتغير المناخ. ومع ذلك، فإن المنطقة تتمتع بإمكانيات كبيرة للنمو الزراعي، حيث تمتلك موارد كبيرة وسكانًا يعملون بجد.

الا ان الافتقار إلى البنية التحتية الزراعية الأساسية، مثل الطرق والقنوات والكهرباء. بشكل مهددا لم يجد حلا من قبل كل الحكومات المتعاقبة في الحكم، ويرى تاج الدين انه على الرغم من هذه التحديات، فإن المنطقة تتمتع بإمكانيات كبيرة للنمو الزراعي، حيث تمتلك موارد كبيرة وسكانًا يعملون بجد.


* الميدان عدد 4086 الأحد 23 يوليو 2023م.