نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس

نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس


نتائج الباكالوريا أو ستار من دخان التزييف والتدليس

تحولت لحظة الإعلان عن نتائج الباكالوريا بالمغرب الى مناسبة إشهار سياسي وتجاري رخيص يسعى الى الإبهار وتزييف الواقع وتسويق الكذب والوهم للتلاميذ ولأوليائهم.

في هذه المناسبة تنسى وزارة التربية كل خطاباتها المدموغة بالمعطيات عن تدني المستوى التعليمي وعن تواضع الإمكانيات وعن الخصاص الكبير في التجهيزات والتأطير والمكونين وعن حالة الهدر المدرسي الذي فاق مغادرة أكثر من 300 الفتلميذ سنويا لمقاعد دراستهم…تنسى هذه الوزارة كل ذلك وتنخرط بدورها في جدبة الإشهار للنتائج المحققة وتطور الأرقام سنة بعد أخرى والتباهي بنتائج التعليم العمومي والأرقام القياسية في النقاط المحققة هنا وهناك وتتبارز الاكاديميات لتناطح أخواتها الاكاديميات في المدن والأقاليم المختلفة. ما تسعى الوزارة ومعها الاكاديميات التغطية عليه وهو أن تحقيق تلك النتائج هو ثمرة مجهود قامت بها جهات أخرى. وهذه الجهات هي أولياء التلاميذ والتضحيات التي يقدمونها طيلة سنوات الدراسة عبر استدراك النقص في التحصيل الدراسي والإهمال المتعمد الذي تقوم به الدولة لقطاع التعليم العمومي والرمي بشكل غير مباشر بالتلاميذ كزبناء للتعليم الخاص. فأولياء التلاميذ يتولون مواكبة تعليم أبنائهم وبناتهم عبر إعطائهم دروس الدعم مباشرة آو إرسالهم إلى ساعات الدروس الخصوصية. يجد الأولياء أنفسهم مجبرين على هذا التدخل لإنقاذ تكوين ابنائهم لأنهم فقدوا الثقة نهائيا في القطاع العمومي لأنهم خبروا رداءة خدماته. لهذا الدعم كلفة اجتماعية واقتصادية ترهق جيوب المواطنات والمواطنين وتزيد من فقرهم أو تكون على حساب حاجيات أساسية اخرى.

أما القطاع الخاص فهو يتصرف كمركاطو كبير يقوم بالإشهار إلى سلعه والى متاجره المختلفة. والأخطر في حملة الإشهار التي يتفنن فيها القطاع الخاص هو صناعة النتائج وإبداع طرق شيطانية تجعل الوحدة الإنتاجية لخدمة التعليم الخصوصي تحصل على نتائج النجاح 100% وأكثر من ذلك الإعلان عن نتائج بميزة عالية تفوق الوحدات الإنتاجية المنافسة. ورب قائل دعهم ينفخون في النتائج ويتفننون في صناعتها لانهم سيصطدمون مع الامتحان الكبير لمصداقية هذه النتائج عند الالتحاق بالتعليم العالي. لكن القطاع الخاص تنبه الى ذلك فاقتحم هذا المجال بدوره وأصبح هو أيضا من يضع شروط القبول للطلبة في أقسامه ومختبراته. لقد استكمل القطاع الخاص الاستحواذ على المسالك التعليمية ابتداء من الروض الى المدارس العليا والكليات المتخصصة. فبوجود هذا التعليم أصبح في متناول كل طفل يولد لدى الطبقات الغنية أن يصبح مهندسا او طبيبا عاما او متخصصا يرأس المصحات والعيادات المتعددة الاختصاص أو مكاتب الدراسات. كل طفل يولد لهذه الطبقات ومعه شهادته الجامعية وعلى رأسه قبعة التتويج العلمي.