أيها العمال مالعمل لو تاه الدليل؟
أيها العمال مالعمل لو تاه الدليل؟
حتى لا يقال عنا أننا لما أعلنا عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة اعتقدنا أننا امتلكنا بوليصة تامين تضمن سدادة عملنا، وأننا أصبحنا منزهين عن الغلط او التيه وفقدان البوصلة. نقول ذلك ونحن نستحضر رصيد تجربة تاريخية عاشتها أقوى الأحزاب البروليتارية والبلشفية. فالحزب البروليتاري قد يقع في الخطأ وينحرف، لأنه يناضل ويسعى إلى تغيير الواقع، فهو غير معصوم من السقوط في الأخطاء والزلات وارتكاب الحماقات.
لما نستقطب الطلائع العمالية لصفوف الحزب، يجب ان نمكنها من المنهج المادي الجدلي لكي تنجح في استعماله لاستنباط الأفكار والبرامج وتحلل التناقضات وتميز بين الأساسي ثم الرئيسي فالثانوي وترتبها ضمن برنامج حلها. يجب ان نمكنها أيضا من أدوات القياس والتقييم الموضوعي واستبعاد النزعة الذاتية في النظر لنتائج الممارسة. وعند هذه النقطة يجب ان تستوعب هذه الطلائع البروليتارية واجبها في التعرف على الانتصار الحقيقي وأسبابه الذاتية والموضوعية وعلى الفشل بأوضح صورة والتحقق من أسبابه الموضوعية والذاتية وبعدها تستخرج الخلاصات والبدائل وتقديم النقد الذاتي عن النقائص وأسباب الفشل.
علينا أن نحذر الطلائع العمالية والدماء الجديدة الملتحقة بالحزب بأقوى العبارات من إمكانية الخطأ والانحراف عن الطبيعة البروليتارية لحزبهم. يجب ان نتعلم جميعا كيف نحصن الحزب من هذا التيه وان نستعد بكل شجاعة وجرأة إلى القيام بعملية نوعية فشل فيها الكثيرون وهي أن نتربى جميعا على الانتباه لإمكانية تيه الحزب وعلى الجميع واجب التفكير الجماعي في كيفية تصحيح المسار واستعادة البوصلة.
فإذا كان الحزب بالنسبة لقاعدته الطبقية -وهنا هذه القاعدة هي الطبقة العاملة- هو المرشد والدليل تماما كما يكون الدليل والمرشد لقافلة تقطع فيافي الصحراء فقد يحدث لهذا الدليل أن تضيع منه البوصلة وتختلط عليه الجهات؛ فيفقد القدرة عن التمييز بين الشمال والجنوب او الشرق والغرب. لحسن حظ الطبقة العاملة ان التجربة علمتها درسا ثمينا وهو الحزب المسترشد بالنظرية الثورية الماركسية اللينينية يضع في مبادئه وخطه التنظيمي شرط القيادة الجماعية المرتكزة على المركزية الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي. هذا هو سلاح التنظيم الذي يزداد قوة ومضاء لما تقوده النظرية الثورية وترشده الممارسة الثورية المتفاعلة جدليا مع المعرفة واستنتاج القوانين والدروس النظرية.