الامبريالية مرحلة تعفن الرأسمالية
الامبريالية مرحلة تعفن الرأسمالية
الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، هكذا حلل لينين تطور الرأسمالية. وكلامه عن الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية معناه أن الامبريالية هي مرحلة تعفن النظام الرأسمالي نتيجة تشكل الاحتكارات. إن الامبريالية هي مرحلة انتقالية، إما الى الاشتراكية او الى البربرية وخراب الانسانية على حد تعبير روزا لوكسمبورغ.
إن تعفن الرأسمالية هو ما يدفع الامبرياليات اليوم الى الاقتتال من اجل بسط النفوذ وتوسيع السوق وتخريب البلدان وبناها التحتية من اجل إنعاش الصناعة العسكرية ومعها العديد من القطاعات. إن تعفن الرأسمالية هو ما يدفعها للعدوان وإشعال الحروب.
منذ النصف الأخير من القرن التاسع عشر كفت الرأسمالية عن أن تكون نمط إنتاج يسمح بتثوير علاقات الإنتاج. لقد بلغت قوى الإنتاج من التطور مستوى لم تعد متلائمة مع علاقات الإنتاج القديمة المبنية على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ومعها شكل السلطة وطبيعة الدولة القائمة. مما يفرض ضرورة تغيير علاقات الانتاج هذه وتعويضها بالملكية الجماعية لوسائل الانتاج وانتقال السلطة الى المنتجين للثروة. لقد أصبحت البرجوازية في بلدان المركز مالكة وسائل الإنتاج طبقة رجعية تعتمد الاحتكار والديكتاتورية بدل المنافسة وأفكار التنوير والحرية. أما البرجوازية في المحيط مالكة وسائل الإنتاج فهي أصلا رجعية وعميلة لسيدتها البرجوازية الكبيرة في المركز. انها قطب التناقض الأساسي في نمط إنتاج الرأسمالية التبعية.
فإذا كان تعفن الرأسمالية في المركز يجعل من التخلص من مرحلة الامبريالية عبر انجاز الثورة الاشتراكية والانتقال الى مرحلة جديدة من تاريخ البشرية فان تعفن الراسمالية التبعية في المحيط فانه يقود الى مرحلة انتقالية تهيء شروط انجاز الثورة الاشتراكية وهذه المرحلة الانتقالية هي بناء الجولة الديمقراطية الجديدة تتميز بالتحرر الوطني وبالديمقراطية الشعبية المرتكزة على سلطة العمال والفلاحين الفقراء والكادحين.
الصراع بين الامبرياليات هو صراع قوى متعفنة تجعل منه القوى الثورية مناسبة تسريع احتضار احد هذه الأطراف حيث نضجت الشروط الموضوعية والذاتية والتي تجعل منه الحلقة الضعيفة في السلسلة الامبريالية وتتوفر إمكانية نجاح الثورة الاشتراكية. هكذا وقفت القوى الثورية المنسجمة مع مصالح البروليتاريا سابقا ابن الحرب العالمية الاولى والثانية او اثناء الحروب بين دولتين او اكثر وهكذا يجب ان تقف اليوم وغدا اذا هي ارادت ان تنتصر وان تقود الثورة.